طالب الأمريكي كريج مونتيه( 47 عاماً) مكتب التحقيقات الفيدرالية "إف بى آى"، بدفع 10 ملايين دولار تعويضًا له عن تكليفه بالتجسس على مساجد في ولاية كاليفورنيا وعلى المسلمين الذين يرتادونها، وإتهامه بالسرقة وهو ما أدى إلى تعرضه لقضاء فترة بالسجن. وقالت صحيفة " ويتر دايلى نيوز" المحلية بولاية كاليفورنيا الأمريكية إن كريج مونتيه توجه الاثنين إلى محكمة لوس أنجلوس العليا ليطلب من أحد قضاتها الكشف عن وثائق لديها يقول إنها تثبت أنه كان يعمل مخبرا لحساب "إف بى آى" وتجسس على مساجد في ولاية كاليفورنيا الجنوبية وعلى روادها المسلمين. وقال مونتيه: "تلقيت تعليمات من رؤسائى في "إف بى آي" باختراق أكبر عدد ممكن (من المساجد) باستخدام أسمى المستعار و"فاروق عزيز"". وأضاف: "تلقيت تعليمات بأن أوجه جهودى للقيادات المشتبه بها في المساجد". وقالت المحطة الأمريكية إن مونتيه طالب القاضى بالكشف عن وثائق لجلسة استماع عن شخص يدعى أحمد الله نيازى، يشتبه بأنه على علاقة بالقاعدة. ويقول مونتيه إنه خلال هذه الجلسة شهد عميل ل"إف بى آى" بأن مخبرا تسجيلاً سرياً لنيازى وهو يهدد بنسف مبانٍ. ويقول مونتيه إنه هو ذات المخبر المشار إليه. وحسب الصحيفة الأمريكية، فإن مونتيه يقاضى "إف بى آى" لتراجع المكتب "عن صفقة مع المحكمة يتم من خلالها تبرئته من تهمة ارتكاب سرقة كبرى (عندما تتجاوز قيمة المسروقات 400 دولار) مقابل عمله مخبراًً لدى "اف بى آى"، وهو ما أدى إلى قضائه 7 أشهر في السجن، ووثائق المحكمة يمكن أن تفيد في هذه القضية". وقال آدم كروليكوفيسكي، محامى مونتيه: "لقد دمروا حياة هذا الرجل بالأساس. لقد وثق بهم. وفي النهاية تركوه يتعرض للسجن وتركوا أسرته تتعرض للتمزق بسبب السرقة الكبرى". وأكد مونتيه أنه تم تجنيده من جانب عملاء مكافحة الإرهاب في "إف بى آى" للتجسس على الجالية الإسلامية في الولاية، وأنه اخترق عشرات المساجد في مقاطعة أورانج وغيرها من مقاطعات لوس أنجلوس بعد تعلمه الكثير عن العربية والإسلام رغم أنه غير مسلم. وقال مونتيه: "أخبرني العميل أرمسترونج أننى أقدم من خلال عملي هذا خدمة عظيمة لبلادي، وكان هذا أيضا غير دستوري وغير قانوني بشكل كبير". وأشارت الصحيفة إلى أنه لا أحد يمكن أن ينكر عمل مونتيه مخبرا لصالح الإف بى آي، لكن المكتب ينفي تكليفه بالتجسس على المسلمين أو المساجد. ومن المنتظر أن تقرر المحكمة الخميس القادم ما إذا كانت ستكشف عن تلك الوثائق أم لا. ومن جانبها رفضت المتحدثة باسم مكتب " اف بى آى" مزاعم مونتيه، وقالت " نحن لا نتجسس على أماكن العبادة، وما حدث جاء كجزء من تحقيقات شديدة الحساسية لا يمكن الكشف عنها" . وكانت العديد من المنظمات الإسلامية الأمريكية والمنظمات الحقوقية الأمريكية قد انتقدت أسلوب إف بى آى الخاص بزرع مخبرين في المساجد الأمريكية، وهو ما أقر به مدير المكتب روبرت مولر في يونيو. واعتبرت المنظمات الإسلامية أن هذا التصرف من جانب مكتب التحقيقات الفيدرالية يستهدف المسلمين الأمريكيين بشكل خاص، ويمثل تمييزًا ضدهم على أساس الدين.