تصاعد غضب طالبة مسلمة في ولاية مشيغين الأمريكية حين تحول تبادل ودّي للرسائل الإلكترونية بينها وبين عميل لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) الى مطالبتها بمعلومات عن رفاقها المسلمين في الجامعة. وقالت الطالبة، التي طلبت عدم كشف هويتها بسبب وضعها إزاء أجهزة الهجرة، "حين تلقيت تلك الرسالة الالكترونية غضبت وصدمت، ولم أرد عليها ابداً". وأضافت "ليس من الغريب ان الجالية المسلمة لا تثق في مكتب التحقيقات الفيدرالي". وفي الرسالة الالكترونية، التي تمكنت وكالة فرانس برس من قراءتها، الاثنين 4-5-2009، يقول عميل ل"إف بي آي" للطالبة انه تم الاتصال بها "لاننا نرغب الافادة من عملاء مثلك في المستقبل عند الضرورة". غير ان تجربة الطالبة التي تعيش في الولاياتالمتحدة منذ سن الرابعة، ليست الوحيدة. فبعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن، توجهت الشرطة الفيدرالية الى المسؤولين الاسلاميين ووعدتهم بالتحقيق في الجرائم العنصرية المرتكبة بحق افراد الجالية مقابل التبليغ عن اي نشاط مشبوه. إلا أن حبال هذه العلاقات الهشة قطعت. والسبب الرئيسي لذلك هو قيام مكتب التحقيقات الفيدرالي بالتسلل، ووضع العديد من المساجد والمسؤولين المسلمين تحت المراقبة، وذلك في سياق تحقيقات عن انشطة سياسية محتملة. ويرى المحامي المتخصص في شؤون الهجرة وحقوق الانسان نبيه عياد ان ال"إف بي آي" تعمد استهداف المهاجرين المسلمين. ويوضح هذا المحامي الذي يعمل في ميشيغن ان "المهاجرين هم دائماً هدف سهل ل"إف بي اي" الذي تعرف انه يمكنه استخدامهم في المستقبل" مقابل خفض احكام او وقف عملية طرد. غير ان مثل هذه الحالات لا تقتصر على المهاجرين. إذ يؤكد زكريا ريد، وهو امريكي اعتنق الاسلام قبل 10 سنوات، أنه حين توجه للشرطة الاتحادية للابلاغ عن مشاكل يعانيها في كل مرة يعبر الحدود الى كندا بعد زيارة اقاربه، طلبت منه الشرطة التجسس على المجموعة المسلمة. ورد هذا الاطفائي السابق والجندي السابق خلال حرب الخليج الاولى على عناصر ال"إف بي آي": "هذا جنون. ليس عندنا ما ندلي به لكم". ويقرّ رئيس وحدة ال"إف بي آي" المكلفة بالعلاقات مع الجمهور بريت هوفينغتون بأن طريقة عمل عملائه في الميدان "تسبب مشاكل داخلية تنعكس على الاحياء". لكن يمكن لهذا الأسلوب، بحسب ما يقول ابراهيم هوبر، المسؤول في مجلس العلاقات الامربكي الاسلامي أحد أبرز المنظمات الاسلامية في الولاياتالمتحدة، أن يؤدي إلى شعور الناس "بالتهميش والحصار والاعتقاد بأن كل ما يقولونه يمكن استخدامه ضدهم، فينفروا من التقدم" لمساعدة الشرطة. وتصاعد الغضب لدى قادة المسلمين حين علموا بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي ارسل مخبراً الى مسجد في كاليفورنيا للحصول على إثباتات بشأن أنشطة إرهابية مفترضة لأحد المصلين. وقال رئيس المنظمة الاسلامية "أمريكين مسلم تاسكفورس" آغا سعيد إن "ما جرى في جنوب كاليفورنيا شكل القطرة التي افاضت الكأس"، مضيفاً "هذا دليل على قلة احترام تامة ويشكل انتهاكاً لحقوق الانسان". إلا أن الشرطي هوفينغتون يؤكد أن ال"إف بي آي" لا تمارس سياسة "التسلل للمساجد"، بل انه "مثل أي مكان آخر، اذا تبين ان هناك سبباً يتعلق بحماية بلادنا لأن نكون فيه (المسجد) فسنكون هناك".