ما زال 180 طالبة وطالباً من قرية المودنية التابعة لمحافظة الأفلاج يواصلون امتناعهم عن الدراسة لهذا العام، للأسبوع الثاني على التوالي، مطالبين بتلبية احتياجاتهم المتمثَّلة في افتتاح مدارس جديدة ابتدائية ومتوسطة في قريتهم المأهولة بعدد كبير من السكان. وأوضح معرف القرية جربوع بن مسعود آل مطرة أن أولياء أمور الطلبة لا يزالون مُصرِّين على منع أبنائهم وبناتهم من الدراسة حتى تُحقَّق طلباتهم. مشيراً إلى أنه بدوره قام بإبلاغ إدارة التربية والتعليم في الأفلاج فور امتناع طالبات وطلاب قريته عن الدراسة؛ وذلك لإخلاء مسؤوليته. مطالباً إدارة التربية والتعليم بالأفلاج بالتدخل؛ لمحاولة حل مشكلة القرية وأبنائها أو ثنيهم عن هذا القرار الذي اتخذوه ضد الدراسة. في هذه الأثناء قام درعان الحامد مدير المدرسة التي امتنع الطلاب عن الدراسة بها ومرشدهم الطلابي فهد الهزاع بعد التنسيق مع رئيس القرية بزيارة للمودنية، وحث أولياء أمور الطلاب على عودة أبنائهم إلى مقاعد الدراسة؛ لما يترتب على غياب الطلاب من أضرار، ولكن المفاجأ أن أولياء الأمور ما زالوا متشبثين بمنع أبنائهم وبناتهم من الدراسة حتى تُفتح لهم مدرسة أخرى؛ لكثافة عدد طالبات وطلاب قريتهم، ولأسباب أخرى جعلتهم يُصرُّون على الامتناع كخطورة الطريق الموصل إلى المدارس الأخرى، والمتسبب في حوادث عدة، وَفْقاً لما ذكر تقرير مرور الأفلاج. كما أشاروا إلى المخاطر المترتبة على ذلك أثناء نزول الأمطار وجريان السيول، المتمثلَّة في احتجاز أبنائهم أثناء توجههم إلى المدارس، ولدى الدفاع المدني بالأفلاج تقارير عما حدث في الأعوام السابقة. فيما تم وضع محضر في نهاية الزيارة، وقَّع عليه مدير المدرسة ومرشد الطلاب ومعرف القرية، وتنص حيثياته على أن الطلاب لا يزالون مُصرِّين على الامتناع عن الدراسة بأمر من أولياء أمورهم، مطالبين برفع معاناتهم إلى جهة الاختصاص. وتحتفظ "سبق" بنسخة من المحضر. من جهته أبان محافظ الأفلاج بالإنابة تركي بن سعود الهزاني أنه قام بالتدخل ومخاطبة واستدعاء معرف القرية؛ لبحث مشكلة غياب طالبات وطلاب قريته؛ وذلك في محاولة لإعادة الأمور إلى مجاريها، ولكن دون جدوى. فيما كشف معرف القرية في خطابه الموجَّه للهزاني أنه قام شخصياً بمساعدة من مدير المدرسة ومرشدها الطلابي بمحاولة إقناع أولياء الأمور بعودة أبنائهم إلى الدراسة، ولكن كانت النتيجة أن أولياء الأمور لم يستجيبوا لمطالبهم، وأصروا على الامتناع. وحمَّل أولياء الأمور اللجنة أثناء زيارتها القرية رسالة إلى وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله، مضمونها أنهم لن يدرسوا حتى يُلبَّى طلبهم، وناشدوه التدخل بشكل عاجل وتشكيل لجنة من قِبل الوزارة لحل أزمة طالبات وطلاب قريتهم؛ حتى لا يؤثر امتناعهم عن الدراسة في تحصيلهم العلمي.