أطلق شباب محافظة الزلفي حملة لتوزيع الملابس والبطانيات على الفقراء في الهجر والعمالة في الصحراء القاحلة، تأثراً بأحد الرعاة يعاني من الأجواء الباردة بلا "خيمة"، خصوصاً وأن كفيله لم يبد أي تجاوب عند نصيحته بالاعتناء بالراعي. وباشر الشباب حملتهم التطوعية لتزيد من وضع التقارب واللحمة والألفة بين المواطن والمقيم، وامتدت الحملة إلى عدد من شباب الزلفي ومحافظات أخرى، مطالبين أصحاب المواشي في الصحراء "مراقبة الله وتوفير الطلبات والاحتياجات للرعاة من كسوة وغذاء ومسكن بسيط مناسب؛ فهم لا حول لهم ولا قوة إلا بالله".، مطالبين الجهات المختصة بمراقبة الكفلاء ومعاقبة المقصر منهم في حق الرعاة.
وأوضحت جمعية البر الخيرية بالزلفي أنه:" تم إرسال الباحثين إلى موقع وجود الرعاة، و كان وجودهم في خيمة، وأردنا إعطاءهم بعض الأغراض فرفضوا، حيث ذكروا أن عندهم ما يحتاجون وأن الصورة المتداولة كانت في وقت معين وليس في مكانهم الدائم".
وعلق الشيخ سليمان بن خالد الحربي خطيب جامع الفالح بالزلفي قائلاً: " واقع كثير من أهل الخيام الذين يظعنون في الصحراء مؤسف ومؤلم بسبب الفقر وقلة ذات اليد، ومنهم بعض العمالة من الرعاة وذلك بسبب إهمال الكفلاء لهم وعدم إدراك المسؤولية والأمانة التي سيسألهم رب العالمين عنها، ولذا من أعظم المشاريع الخيرية هي متابعة حوائج هؤلاء وسد حاجتهم وتوفير حوائج الشتاء لهم من ألبسة وأغطية ووسائل تدفئة وتغيير الخيام المخرقة والقديمة".
وتابع الحربي "وقد لفت نظري مرة أحد المتنزهين وهو يحمل فراشه الذي ينام عليه ويعطيه أحد الرعاة ومعه كسوة فيها ثوب وغطاء رأس، فبدلاً من أن يرد هذا الفراش إلى بيته ليجلس عاماً كاملاً أو شهوراً لم يستعمل يعطيه هذا الراعي الذي يستخدمه كل يوم، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".
واقترح الحربي "على الجمعيات الخيرية أن يكون لها مشروع في بداية كل شتاء بتوفير الكسوة بسعر التكلفة ليتمكن المتنزهون من شرائها جاهزة ومن ثمّ توزيعها في طريقهم ممن يمرون عليهم، أو الجمعية تقوم بجولات وتوزعها لهم، فإذا وفرت الجمعيات هذا المشروع ونحوه فإنه من أعظم الحلول".