دبّت الحياة مجدّداً في سوق الخيام مع قرب شهر رمضان، بعد أن أصيبت مبيعاتها بركود كبير خلال الفترة الماضية. وقال عاملون في تأجير وصناعة الخيام ل«الحياة» إن قرب حلول شهر رمضان رفع الطلب على شراء الخيام الرمضانية بنسبة 20 في المئةفي حين زاد الإقبال على استئجارها بنسبة 35 في المئة، مشيرين إلى أن الخيام التقليدية تراجعت لمصلحة الخيام الحديثة PPC والتي تستخدم غالباً في الاجتماعات والمؤتمرات. وانعكس الإقبال على استئجار الخيام على المستلزمات التكميلية للخيام، إذ ارتفع الإقبال على لوازم تجهيز الخيام من فراش وإنارة. وقال مدير مبيعات شركة القاضي للخيام في الرياض عبدالعزيز الخليفي، إن قرب دخول شهر رمضان المبارك رفع الإقبال على الخيام بنسبة 20 في المئة، خصوصاً بعد ركود المبيعات أخيراً بسبب الأجواء الحارة التي لا تناسب التخييم البري، وتقتصر المبيعات والاستئجار على خيام الحفلات والاجتماعات والخيام الرمضانية، وذلك خلافاً لموسم الشتاء الذي يشهد إقبالاً منقطع النظير على الخيام التقليدية. وأوضح الخليفي أن أسعار الخيام تختلف باختلاف أنواعها وخامة القماش الداخل في صناعتها، ويعتبر القماش التنزاني الصنع من أجود أنواع القماش، وتبدأ أسعار الخيام التقليدية المكونة من أعمدة وأوتاد من 1500 ريال للمقاس الصغير، وتصل إلى 49 ألف ريال للمقاسات الكبيرة جداً، وعادة لا يتم توفيرها إلا في حال الطلب المسبق عليها. من جهته، قال مدير مؤسسة الرواسي لتنظيم الحفلات والمؤتمرات عبدالعزيز السواط، إن قرب حلول شهر رمضان رفع الطلب على استئجار الخيام الرمضانية بنسبة 35 في المئة مقارنة بالفترة التي سبقت الشهر الكريم، مشيراً إلى أن الخيام الحديثة PPC والتي تتميز بأحجامها الكبيرة وسعتها من الداخل وقوتها، إذ تحتوي على الألمونيوم، شهدت إقبالاً ملحوظاً، خصوصاً من الفنادق والجمعيات الخيرية التي تستقبل أعداداً كبيرة من الصائمين، على خلاف الخيام التقليدية التي اقتصرت على المساجد الصغيرة داخل الأحياء. وأشار السواط إلى أن التأجير يزيد بالنسبة إلى الخيام الحديثة بسبب ارتفاع كلفة تلك الخيام، إذ تختلف أسعارها باختلاف أحجامها والتجهيزات بداخلها وتبدأ أسعارها من 400 ألف ريال لحجم 20 في 40 متراً، وهو الدارج في المؤتمرات وتزيد الأسعار بناءً على تجهيزات تلك الخيام، لافتاً إلى أنه تم الانتهاء من إنشاء خيام رمضانية من نوع الخيام الحديثة في ثلاثة مواقع، تبلغ كلفة إحداها 300 ألف ريال خلال شهر رمضان. من جانبه، أكد مدير محال الحارثي لتأجير الخيام سعود الحارثي أن الإقبال ينشط على استئجار الخيام من المساجد والجمعيات الخيرية وفاعلي الخير لتفطير الصائمين في الشهر الكريم، مشيراً إلى أن غالبية أصحاب محال الخيام يقدمون عروضاً خاصة للجمعيات الخيرية بحثاً عن الأجر والربح القليل. وذكر الحارثي أنه تم توفير عدد من الخيام لتأجيرها بعدما تم استئجار غالبية ما لديه من خيام، مضيفاً أن الأحجام التي يكثر الطلب عليها هي مساحة 5 في 8 والتي يكثر الطلب عليها من مساجد الأحياء والجمعيات الخيرية التي توزع عملية إفطار الصائمين في أكثر من موقع، لافتاً إلى أن أسعار إيجار الخيمة التقليدية من حجم 5 في 8 أمتار يبدأ من 4500 في الشهر ويزيد في الأحجام الأكبر. أما مسؤول التأجير في محال السليمي لتأجير الزل ولوازم الرحلات عصام حيدر، فأشار إلى أن قرب شهر رمضان أنعش الإقبال على استئجار اللوازم التكميلية للخيام من فرش للخيام وإنارة وتكييف، خصوصاً أن موسم الصيف يشهد ركوداً في الإقبال، موضحاً أن ضعف الإقبال في الصيف خفض أسعار الإيجار بنسبة 20 في المئة. وأكد حيدر أن خيام إفطار الصائمين تفرش في العادة من الزل، وتختلف أسعار تأجير الزل ويراوح في العادة بين 450 و 1100 ريال في شهر رمضان بحسب مساحة الخيمة. ولفت حيدر إلى أن غالبية محال التأجير تقوم بتأجير خيام الإفطار بكامل تجهيزاتها مع احتساب قيمة التجهيزات المضافة إلى الخيام. وتشير التقديرات إلى أن حجم سوق الخيام في المملكة يبلغ 600 مليون ريال سنوياً، وتستحوذ الخيام الحديثة على 60 في المئة من السوق.