صارت الخيمة التراثية جزءاً تسويقياً من إعلانات العقار تكاد تنفرد به بلادنا. وأكثر الإعلانات الصحفية تتحدّث عن خيمة و"مِشَبّ"، مع أن الأخير لا يُستطاب إلا في أشهر قليلة من أشهر السنة وهي الشتاء. فكيف يأتي ضمن الإعلان هذا ما لا أعلمه. والذي أعلمهُ جيدا أن لدينا أزمة إسكان تتصاعد وتتفاعل كل يوم، وأراضي خالية خُصصت للمضاربة فقط. والتعمير يقوم على حراك خيمة تراثية ومشب نار، وقد تكون تلك الإعلانات مبنية على حب التفاخر بين بعض من يملكون المال والمقام. وما دام آل فلان لهم خيمة، فلماذا لا يكون آل علان محرومين منها كما انحرم الغالبية من سقف يؤويهم؟! أقرأ عن جمعيات عون وإسكان خيري كثيرة، وأقرأ أيضا ردود المحتاجين في الصحافة ووسائل التصال، ما يدل على وجود الحاجة الملحة، لا إلى خيام ومشبات ولا استراحات للترفيه والتأجير بل إلى المأوى العادي. وليت الجمعيات التي قالت إنها تدرس حالات وأوضاع المحتاجين للسكن في عموم بلادنا أوحت بوجوب فرض رسوم إضافية على كل حالة إنشائية تتضمن المسابح والخيَم والمشاب، وتذهب الأموال لإسكان أهل الحاجة. ويُشترط على كل المشاريع الإسكانية مهما كان نوعها تقديم جدول إنجاز زمني محدد لتسليم الوحدات وإعلان الأسماء الرباعية للمستفيد. فكل الذي قرأناه ونقرؤه أخبار تواقيع وضع الحجر الأساس. والسوق التجاري للخيام لم يعد كما كان سابقا. أي للبر والكشتات والحج. فقد ظهرت محلات تخصّصَتْ في التصميم الداخلي للخيمة والألوان والإضاءة وتقسيمها. ووجدت تلك المؤسسات مغانمها عند البعض. ورأينا البعض من "المتعجلين يُقحمون التمديدات الكهربائية العشوائية في بعض خيام الاستراحات، حيث يمكن أن يكون ذلك سببا لانطلاقة شرارة حريق، مع أن بعض "مهندسي" تركيب الخيام يصرون أن خيم الأقمشة تتحمل الأمطار والرياح وحرارة الشمس، فهناك كثير ممن اكتتوا من تلك الأكاذيب، إلى جانب بعض التصميمات والإضافات التي تبتدعها تلك العمالة لتضيفها إلى الخيم. قبل حاجتنا للخيام وزخرفتها علينا أن نفكر بحاجة إخوان لنا في الدين والوطنية للمأوى العادي.