أصدر مركز التميز لأبحاث التغير المناخي بجامعة الملك عبد العزيز تقريراً عن الحالة المطرية المتوقعة خلال الأيام المقبلة، حيث أوضح الدكتور منصور بن عطيه المزروعي مدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي ورئيس قسم الأرصاد بالجامعة أن المملكة يتوقع لها أن تشهد حالات من عدم الاستقرار في الجو خلال الأيام القادمة بإذن الله تعالى لها تأثير على عدد من المناطق والتي سوف يبدأ تأثيرها الفعلي ابتداء من يوم الجمعة القادم وبشكل أوسع ورئيسي يوم السبت حتى الأحد لتشمل الحالة كذلك منطقة مكةالمكرمة وسواحلها الجنوبية والشمالية كما تشمل محافظة جدة ورابغ والقنفذة والليث بالإضافة للعاصمة المقدسة والمناطق المحيطة بها، حيث أوضحت مخرجات النماذج العددية بمركز التميز لأبحاث التغير المناخي أن توقعات الهطول هي بإذن الله أمطار رعدية متفرقة من متوسطة إلى غزيرة على أجزاء منها ويشمل الهطول أيضا منطقة المدينةالمنورة وسواحلها وقد تصل لشمال منطقة المدينةالمنورة ويمتد تأثيرها للسواحل الجنوبية لمنطقة تبوك ومنها محافظة الوجه. ثم تتحرك حالة عدم الاستقرار هذه بشكل حزام سحابي ممطر تبعا لتحرك الأخدود الجوي البارد في طبقات الجو العليا للشمال الشرقي مما قد يؤدي لتأثر مناطق آخرى في الحالة ومنها الأجزاء الداخلية لمنطقة مكةالمكرمة وشمال شرق منطقة المدينةالمنورة وأجزاء من المنطقة الوسطى تشمل مناطق القصيم وحائل والجوف والحدود الشمالية حتى دولة الكويت. كما أن مناطق القصيم ومنطقة الرياض قد يكون عليها تأثير فعلي بإذن الله تعالى من مساء يومي الأحد والاثنين. إضافة لذلك فإن الأجزاء الجنوبية الغربية من المملكة ومنها مرتفعات جازان وسواحلها ومرتفعات عسير والباحة سوف تتأثر بهذه الحالة. وبالنسبة للأمطار المتوقعة على مكةالمكرمة ومحافظة جدة فإن مخرجات نماذج الطقس العددية التي يتم تشغيلها بمركز التميز لأبحاث التغير المناخي فإنها تشير بشكل عام إلى أنها من متوسطة إلى غزيرة لهذه الحالة بإذن الله وأنها قد تصل في متوسطها إلى 30 ملم. وأرجع الدكتور المزروعي حالة عدم الاستقرار علمياً إلى وجود عدة عوامل جوية مؤثرة لتكون هذه الحالة منها تقدم منخفض جوى سطحى متعمق فى طبقات الجو العليا يتمركز فوق منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط متعمقاً فوق جزيرة قبرص تحت تأثير التباين الحراري بين المسطحات المائية في شرق البحر الأبيض المتوسط الدافئ نسبيا وجبال الأناضول التركية والذي يتعمق في طبقات الجو العليا على شكل أخدود هوائي بارد يمتد جنوبا حتى جمهورية مصر وشمال المملكة العربية السعودية. وأيضا يصاحب ذلك تمدد لمنخفض السودان الموسمي شمالا فوق البحر الأحمر والذي يؤدي إلى تدفق تيارات جنوبية وجنوبية غربية دافئة ومحملة بالرطوبة العالية من بحر العرب والبحر الأحمر نتيجة الانحدار الشديد فى الضغط بين منخفض السودان والمرتفع الجوى الذى تكون فوق جنوب المملكة، ويزداد تشبع التيار الجنوبي الدافئ ببخار الماء على طول مساره فوق البحر الأحمر. وتفاعل هذه التيارات الجنوبية الدافئة الرطبة مع التيارات الهوائية الشمالية الباردة المندفعة خلف الأخدود العلوى والذي يتحرك شرقا يعمل لرفع الهواء الجنوبى الدافئ مكونا منطقة من عدم الاستقرار فوق خط التلاقى على منطقة مكةالمكرمة وسواحلها. تلك العوامل تؤدي لتكون حالة من عدم الاستقرار على تلك المناطق مما يهيئ الفرص لتكون العواصف الرعدية الممطرة. ويتقدم التيار النفاث العلوى والتي تقع منطقة مكةالمكرمةجنوبه ووجود امتداد الأخدود العلوى على غرب المملكة تتكون منطقة تفرق علوية مما يسمح باندفاع الهواء السطحى المشبع بالرطوبة إلى أعلى لتتكون تشكيلات سحب العواصف الرعدية المصحوبة بزخات من الأمطار المتوسطة إلى الغزيرة تساعد الجبال المتخللة والمحيطة بمنطقة مكةالمكرمة ومحافظة جدة إلى زيادة التدفق العلوى وغزارة الأمطار.