بعد وفاة ست مواطنات دهساً على طريق الملك عبدالعزيز بتبوك وضعت الجهات المعنية أخيراً مركبة "ساهر" قبل الموقع الذي شهد آخر حادثتَي دهس، وراح ضحيته "مسنة وابنتها"، وفتاة أخرى مساء الخميس الماضي، كحلول لتقليص تهور قائدي المركبات، وإنقاذ المئات من الدهس، وهو الأمر الذي كان متاحاً قبل وقوع هذه الحوادث، ولم تتم الاستجابة لذلك، بحسب إفادة أمانة المنطقة. القصة غير كاملة رغم مرور أسبوع على الحادث الموجع لا تزال القصة غير كاملة. ويرى متابعون أنه لم تتضح حتى الآن الصورة؛ فمَن المتسبب الحقيقي وراء تأخر الحلول، رغم أنها كانت متاحة؟ ولماذا لم يوضح مرور المنطقة سبب عدم استجابته للملاحظات التي أكدت أمانة تبوك أنها أُرسلت لهم بشأن وجود "سيارة ساهر" في موقع الحادث، بدلاً من وضعها في أماكن ليس لها معنى، إلا الاستفادة المادية، بحسب وصف الأمانة. كما أن الأمانة لم تطلب تدخل إمارة المنطقة حين رأت عدم الاستجابة لما طلبت، وخصوصاً أن الموقع شهد ست حالات دهس.
صمت مرور المنطقة مارس مرور المنطقة صمتاً أمام هذا الكم من حالات الدهس التي يتعرض لها المواطنون والمقيمون، فلم يظهر ويوضح أسباب هذه الحوادث، ولو على سبيل التوعية، وما الأسباب التي أدت إلى تنامي هذه الظاهرة، بوصفه أحد المسؤولين عن حماية سالكي الطريق، وخصوصاً أن الإحصائيات الرسمية المعلنة تؤكد أن معدل حالات الدهس وصلت إلى 20 حالة شهرياً خلال العام الماضي.
تصريح الهلال الأحمر وأكد المتحدث الإعلامي لهيئة الهلال الأحمر بتبوك أن إدارته تلقت خلال عام 1436ه 239 بلاغاً عن حالة دهس بمنطقة تبوك، مبيناً أن درجات خطورة الإصابات الناتجة منها بين البسيطة والمتوسطة والخطيرة، منها ما نُقل إلى مستشفيات المنطقة لاستكمال العلاج، ومنها اكتفى بالعلاج بالموقع دون النقل، ومنها ما نقل عن طريق جهات أخرى، ومنها أيضاً من رفض تقديم أي خدمة إسعافية.
طلب أمانة تبوك زيارة موقع الحادث بالعودة إلى حادثة الدهس التي وقعت على طريق الملك عبدالعزيز وقفت "سبق" مساء أمس على الموقع، ورصدت أن الإنارة لم تكن قوية في موقع الحادث طبقاً للوصف الذي ظهر في بيان الأمانة، كما أن أعمدة الإنارة على طريق الخدمة الفاصل بين السوق الموازي للمحكمة الجزائية والكوبري كلها غير مضاءة، وهو الأمر الذي يصعّب على قائدي المركبات، ولو بنسبة بسيطة، التركيز في الطريق. كما أن بداية الجسر تحديداً، الذي يتخذه الأهالي طريقاً للوصول للسوق المقابل للمحكمة الجزائية، لا يصله الإنارة، كما أن الجزيرة الوسطية لا تعتبر مانعاً حقيقياً للمشاة للوصول للسوق المقابل.
تقارير "سبق" "سبق" من خلال دورها الإعلامي نشرت ما يزيد على عشرة تقارير صحيفة، أبرزت خطورة تنامي حالات الدهس منذ العام الماضي في المنطقة. وجاءت الأسباب بحسب مختصين ل"انعدام وجود جسور للمشاة، ضعف التوعية المرورية، السرعة الجنونية أثناء القيادة وسلوكيات المشاة الخاطئة بقطع الطريق أمام السيارات". كما نقلت نداءات الأهالي للجهات المعنية بسرعة إيجاد حلول، لكن هذه التقارير -مع الأسف - لم تتم الاستجابة لها، بدليل ارتفاع معدلات الدهس، ولم تتلق الصحيفة أي تجاوب من أي جهة أو توضيح عن سبب ارتفاع حالات الدهس، بل إنها واجهت عتباً شفهياً؛ بسبب تكرار الكتابة عن حالات الدهس، بحجة أنها ظاهرة موجودة في كل بلدان العالم، وليست في تبوك وحدها.