تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، في خطبة الجمعة، اليوم، عن أهمية الأمن للمجتمع والأسباب التي يتحقق بها. وقال "الحذيفي": "أيها الناس اذكروا ما أسبغ الله عليكم وما آتاكم من النعم وما دفع عنكم من النقم؛ فما أكرم الله سبحانه وما أعظم جوده وما أوسع رحمته وما أحكم تشريعه؛ فمن رحمته أنه شرع للعباد كل ما ينفعهم ويُسعدهم ويحييهم الحياة الطيبة الآمنة؛ فشرع للعباد الأسباب التي يتحقق بها الأمن والطمأنينة والسكينة والحياة الكريمة، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}".
وأضاف: "الأمن هو سور الإسلام الذي يتحصن به المسلمون ويصدون عنهم عدوان المفسدين وبغي الباغين، وأهل الإسلام يحرسون هذا السور من معاول الهدم، ويحافظون عليه من التصدع والانهيار؛ لما جعل الله في بقائه من حفظ الدين والدماء والأعراض والأموال".
وأردف: "الأمن قرين الإيمان وعدل الإسلام، والأمن هو الطمأنينة على الدين وعلى النفس والأعراض والأموال والممتلكات".
وتابع: "التشريع الإسلامي جاء لضمان الأمن للمسلم في حياته وبعد مماته؛ ليحيا حياة طيبة آمنه كما قال الله تعالى: {من عَمِل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}، والتوحيد لرب العالمين أول الواجبات؛ فمن حقق التوحيد أثابة الله بالأمن والهداية وحَفِظه من عقوبات الشرك في الدنيا ومن الخزي والخوف في الآخرة".
وقال "الحذيفي": "من أسباب الأمن عمل المسلم بتشريع الإسلام؛ لأن التشريع الإسلامي يضمن حقوق الله تعالى وحقوق العباد، ويزجر عن الإثم والبغي والظلم والعدوان؛ بدليل حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبِعْ بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره، التقوى هاهنا -ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه)".
وأضاف: "من أسباب الأمن حماية المجتمع من المفسدين والمخربين والمجرمين والمعتدين، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتوجيه والإرشاد والتعليم، والتحذير من البدع والخرافات والخروج عن جماعة المسلمين وإمامهم، والرفع للسلطان عن أهل الزيغ والفساد؛ لردعهم عن الفساد في الأرض بما قررت الشريعة السمحة؛ فالظالم المعتدي يُكَفّ شره بما يمنعه عن الظلم والعدوان".
وأردف "الحذيفي" في خطبته اليوم: "الأمن قد أحاطته الشريعة بسياج من الحفظ والرعاية والعناية والقوة؛ لأن الله تبارك وتعالى أناط به منافع الناس الدينية والدنيوية؛ فإذا اعتدى أحد على الأمن أقام السلطان عليه الحد؛ فالعقوبة هي لوقاية المجتمع من شر المعتدين والمفسدين على الأمة".