أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم, أن الصراع بين الخير والشر والحق والباطل قديم؛ مشيراً إلى أن الطائفة المنحرفة المتآمرة على اليمن، تريد أن تغيّر هوية اليمن ودينه ومكارم أخلاقه وتهين أهله، وهي طائفة معروفة بالعدوان والدسائس. وقال "الحذيفي": "الصراع بين الخير والشر موجود منذ أن خلق الله تعالى آدم عليه السلام, ابتلاه الله بإبليس؛ ليكرّم الله تعالى أولياءه ويُعزهم في الدنيا والآخرة، وليهين أعداءه ويخزيهم في الدنيا والآخرة؛ مستشهداً بقوله تعالى: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون، لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم}, وقوله جل شأنه عن اتباع الشيطان: {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد، كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير}، وقوله تعالى: {استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون}".
وأضاف: "الله تبارك وتعالى شاء برحمته وحكمته وعلمه وقدرته وعدله وتدبيره, أن يصلح الأرض بالحق وأهله, وأن يدفع الشر وفساد المفسدين في الأرض بالإيمان وأهله وبأهل الوفاء والعزة الإسلامية, وأن يدحر الباطل وأهله بصولة أهل التوحيد، قال الله تعالى: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين}".
وأردف: "المفسرون قالوا, لولا دفع الله فساد المفسدين وشرك المشركين بصولة الحق وأهله وغَلَبتهم؛ لفسدت الأرض بالشرك والظلم والعدوان وسفك الدماء المعصومة، وانتشار الرعب والخوف والمجاعة، وهدم المساجد وتعطيل أحكام الشرع, مورداً قول الحق تبارك وتعالى: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبِيَع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً}, ولينصرنّ الله من ينصره إن الله لقوي عزيز}, و{ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض}".
وتابع: "لله سنن تجري على كل أحد، لا يقدر أحد من الخلق أن يغيرها ولا يبدلها، قال الله تعالى: {فهل ينظرون إلا سنّة الأولين فلن تجد لسنّة الله تبديلاً ولن تجد لسنّة الله تحويلاً}، وقوله تعالى: {سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً}".
وقال خطيب الحرم النبوي: "سنة الله الثابتة؛ هي أن من أطاع الله ونصر دينه ونصر المظلوم وأعز الحق وأهله, نصره الله وأيده، ومن حارب دين الله تعالى وأهان أولياءه, استكبر وطغى وبغى، قال جل وعلا: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم والذين كفروا فتعساً لهم و أضل أعمالهم}".
وأضاف: "اليمن قد جرت على ولاته قديماً وحديثاً سنن الله كغيره من الأقطار؛ فمن أحسن إلى أهله وعدل وأقام الدين، نال كل خير وعز، ومن أساء وظلم وطغى وأذل أهله، أخزاه الله وأهانه، والإسلام دخل إلى اليمن في أوائل الهجرة سلماً بلا قتال حباً في الإيمان, وأثنى النبي صلى الله عليه وسلم على أهل اليمن".
وأردف: "هذه الطائفة المنحرفة المتآمرة على اليمن تريد أن تغيّر هوية اليمن ودينه ومكارم أخلاقه وتهين أهله، وهي طائفة معروفة بالعدوان والدسائس، وقد عُرِف بالتفصيل من يقف وراءها في داخل اليمن وخارجه، وأصبحت أهدافهم ونواياهم مكشوفة للعيان، من تخريب وإفساد؛ بدليل قول الله تعالى {قد بدت البغضاء من أفواههم وما تُخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات}, وهذه الطائفة أصبحت عدوة للسلم، مزعزعة للأمن، وخطراً على أمن المنطقة واستقرارها، وحرباً على جيرانها".
وقال "الحذيفي": "لقد كانت رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في محاربة هذه الشرذمة الخطيرة، وأنهم لن يكفوا عن الإفساد، وطلبت الجمهورية اليمنية من جيرانها ومن دول التحالف التدخل لكفّ شر هذه الزمرة، وإفشال انقلابها على الحكومة المنتخبة, ولبّت المملكة النداء، ونصرت بلداً جاراً مظلوماً اغتصبت سيادته وانتهكت حقوق أهله؛ فأنقذ خادم الحرمين الشريفين بلداً جاراً مظلوماً بهذا القرار الصائب، بتوفيق من الله تبارك وتعالى؛ مؤكداً أن قرار عاصفة الحزم, جاء في وقت أحوج ما تكون إليه الأمة لكفّ شر هذه الزمرة التي أضرت بكل شيء".
وأضاف: "المغرضون الذين قالوا إنها حرب على طائفة ما, هو كذب وافتراء, والتاريخ يكذّبه؛ فهم عاشوا بجوار المملكة في أمن وأمان ورخاء، ولا يزال كثير منهم يعيشون في أمن وأمان وخير وعافية, وولاة الأمر في هذه البلاد يحاربون المخرّبين الخونة أياً كانوا".
وشدد الشيخ "الحذيفي" على أن تحالف عاصفة الحزم جاء, لتعود لليمن سيادته وأمنه واستقراره, وأن ما نزل باليمن هو أعظم المصائب، وليتمكنوا بعد اجتماع الكلمة ووأد الفتنة على كل ما فيه خير وصلاح ورقي وازدهار وعز للوطن وأمن واستقرار .
وتناول الجرائم التي تقوم بها هذه الطائفة؛ من هدم للجامعات ومؤسسات الدولة, وتشريد للناس، وانتهاك للأعراض، وسفك للدماء، وقطع للسبل، وإيقاف لحركة الحياة، واعتداء على حدود المملكة، وتهديدهم بغزو الحرمين الشريفين؛ داعياً الشعب اليمني إلى الاتحاد لِكَفّ شرهم وشر مَن يقف وراءهم، وإنقاذ هذا القطر من الفتن والأخطار.
وحثّ إمام وخطيب المسجد النبوي شباب ومواطني هذا البلد الكريم على وحدة الصف واجتماع الكلمة وتماسك بنية المجتمع؛ لئلا يجد المعتدون ثغرات يدخلون منها للتفرقة والكيد للإسلام والمسلمين؛ مستشهداً بقوله تعالى {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}.