كشف محلل الطقس والباحث في الظواهر المناخية زياد الجهني أن ظاهرة النينيو سجّلت صعوداً ملحوظاً وحقيقياً، حيث وصل حتى "2.5" وهو الأعلى منذ عام 1997م/ 1418ه. وتوقع "الجهني" أن يكون الموسم بشكل عام مبشراً -بإذن الله- على المملكة ودول المنطقة، لافتاً إلى أن التوقعات تشير خلال الأسبوعين المقبلين إلى تأثر المنطقة بنزول علوي بارد مع تدفق قوي للرطوبة المدارية، مما ينتج عنه هطول الأمطار بين المتوسطة والغزيرة، وتغطي مناطق عديدة من المملكة.
وتتركز قوة الإمطار -بمشيئة الله- على المناطق الشمالية والشمالية الغربية والجنوبية الغربية والغربية، وقد تتشكل السيول في تلك المناطق، داعياً إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر، ثم تنتقل نحو شمال الوسطى وشمال شرق المملكة.
وأضاف "الجهني" أن هذه فقط بداية الموسم التي عادة ما تكون هادئة، وبمشيئة الله ستتوالى الخيرات، ولكن بالتدريج، فهي تبدأ من الشمالية والشمالية الغربية، ثم تنتقل قوة الحالات بالتدريج جنوباً تبعاً لتعمق المنخفضات الجوية.
ولفت إلى أنه يتوقع أن هذا الموسم سيكون مغايراً للمواسم السابقة، والسبب -بعد مشيئة الله- هو نشاط ظاهرة النينيو ذات التأثير العالمي فوق معدلاتها الطبيعية، بعد التقرير السابق والذي انفردت به "سبق" عن ظاهرة النينيو، وهذا بفضل الله أولاً ثم بدراسة مستفيضة للطقس والمناخ ومؤثراتها وظاهرة النينيو العالمية.
وأشار "الجهني" إلى أنه من ضمن المبشرات أيضاً عدم انقطاع الأمطار عن الجزيرة، حيث التكونات مستمرة، فتارة تجدها على المرتفعات وتارة أخرى على أجزاء مختلفة من مناطق المملكة، وهذا مستمر منذ الصيف وحتى الآن، واستمرار الضخ الرطوبي من المسطحات المائية القريبة، التي كان احترارها أعلى من المعدل، وهذا نتيجة تأثير النينيو عليها، كذلك أثر النينيو على الجزيرة العربية يظهر جلياً من نواحٍ عديدة، ولو تم دراسة ذلك بدقة سنكتشف المزيد من التأثيرات، فهي تؤثر على التيار العلوي البارد، وبذلك نسجل تعمقاً أكبر، وتؤثر على المسطحات المائية حول الجزيرة العربية فتسجل احتراراً أعلى، وتؤثر أيضاً على ظاهرة مادن وجوليان فتسجل إيجابية رائعة للجزيرة العربية وبحر العرب والمحيط الهادئ.
واختتم "الجهني" بتوضيح أمر مهم هو انتشار الكثير من المغالطات بخصوص توقعات الأمطار في سنوات النينيو، وأنها تهطل بشكل شبه يومي وهذا غير صحيح، لافتاً إلى أن تأثير النينيو -بفضل الله- يكون إيجابياً على الجزيرة، ويرفع من معدلات الهطول، وليس بشرط أن تهطل الأمطار بشكل شبه يومي أو غير ذلك، بل تكون على فترات وشاملة والهطول الغزير أمر غير مستبعد حدوثه في هذا الموسم، (نتيجة توفر إيجابية عالية للعناصر المناخية خاصة السواحل الغربية)، ويجب متابعة تنبيهات الجهات المختصة في حين حدوث ذلك.