كشف محلل الطقس والباحث في الظواهر المناخية زياد الجهني أنه نبه في تقارير سابقة أن هذا العام 2015 من المتوقع بعد مشيئة الله أن تنشط فيه ظاهرة النينيو بالمحيط الهادي وقد تسجل رقمًا قياسيًا عالميًا لم يسجل من قبل لهذه الظاهرة. وحذرت من تبعاتها التي نراها الآن تضرب مناطق عدة من دول العالم. وأضاف الجهني أنه خلال أسبوع واحد تعرضت اليابان لفيضانات غير مسبوقة ولم يكن لها مثيل منذ 50 عامًا ثم تبعها في الأسبوع نفسه فيضانات الجزائر وتركيا وفرنسا وإيطاليا وما زلنا في بداية الموسم حتى الآن . تحذيراتي كانت في وقت مبكر ولله الحمد (بداية شهر أغسطس الماضي). وأردف، من ناحية تأثير النينيو على المنطقة ودول الخليج حيث لوحظ تبكير التكونات وقوتها، حيث بدأت سحب الحقبان القطرية بفترة مبكرة هذا العام، وضربت سحب قوية جبال الحجر بعمان وتكونت سحابة عنيفة على عاصمة السلطنة مسقط غير مسبوقة في هذه الفترة وخلفت أضرارًا كبيرة، وبسوريا هطلت حبات البرد بكثافة شديدة في أغسطس صيفًا ، فأصبحت شوارعها بيضاء لكثافة البرد في مشهد نادر ما نراه صيفًا.
وأشار الجهني إلى أن الأمطار التي تعرضت لها مكة كانت مصحوبة بسحب قوية جدًا ورياح عاتية مما أدى إلى حدوث مأساة الرافعة، ذلك اليوم كانت الأجواء السطحية رطبة ودافئة ومع وجود عنصر التبريد العلوي (من مصدر علوي مبكر في انحداره نتيجة ظاهرة النينيو بقدرة الله) زادت قوة السحب وعنفها نتيجة الفروقات الحرارية الهائلة ما بين السطح والعلو وانحسار للرطوبة المدارية القادمة من بحر العرب
نتج منها سحابة شاهقة البناء مصحوبة بالبرد ورياح هابطة قوية أحدثت أضرارًا جسيمة وصلت معها سرعة الرياح إلى 60 كيلومترًا حيث اقتلعت الأشجار من عروقها وأسقطت الرافعة الثقيلة في الحرم المكي ، وقد تم التنبيه لمنطقة مكة في تقرير سابق، ولكن للأسف لم يؤخذ التنبيه على محمل الجد. وتابع، قد يتساءل البعض كيف لظاهرة تحدث بالمحيط الهادي أن تؤثر على مناطق تبعد عنها آلاف الكيلومترات، وذلك لأن المحيط الهادي هو أكبر مسطح مائي في الكرة الأرضية، فالتغيرات التي تحدث فيه تخلق سلسلة من التغييرات في ديناميكية الغلاف الجوي على مستوى القبة القطبية والمحيط الأطلسي وشمال الهادي وتمركز المرتفعات الجوية وتموجات روسبي، مما ينتج منه انحدار التيار العلوي بشكل مبكر جدًا، وتبدأ المنخفضات العلوية الباردة تغزو شمال إفريقيا وشمال الشرق الأوسط، وهذا يؤدي إلى جذب الرياح الرطبة المونسون من المسطحات المائية القريبة من الجزيرة كبحر العرب والبحر الأحمر استجابةً للتبريد العلوي.
وهذا بفضل الله ما جعل الجزيرة العربية خلال الفترة الماضية تعيش أجواء رطبة وحارة، عكس ما كان يتوقع الفلكيون وذلك بدخول نجم سهيل تعتدل الحرارة وتقل الرطوبة نتيجة دخول الرياح الشمالية
وأكمل، ولكن في هذا العام لم يحدث المعتاد والمتعارف عليه، نتيجة أن ظاهرة النينيو بقدرة الله أثرت على عمل وحركة الرياح العلوية والسطحية فجذبت رياحًا جنوبية رطبة تكونت على إثرها حالة عدم استقرار نادرة ومبكرة في وقتها، شملت أغلب مناطق المملكة تقريبًا وتركزت قوتها على المرتفعات وغربها خصوصًا المناطق الجنوبية ومنطقتي مكة والمدينة، وبعض دول الخليج بها.
وتابع، لاتزال التوقعات تشير إلى أمطار أعلى من المعدل بإذن الله خلال الفترة القادمة يصحبها أحداث غير متكررة كالهطول القوي والصواعق العنيفة أو هطول البرد بأحجام كبيرة، وهذا ما سيتم متابعته بدقة خلال الفترة القادمة والوقوف على المعطيات وربطها واستخراج الرؤية الأقرب.