قلل الأستاذ المشارك بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، والمشرف على "جوال كون" المتخصص بالطقس والفلك، "الدكتور عبدالله المسند" من دقة التنبؤات وصحة التوقعات المناخية بأمطار غزيرة قد تشهدها السعودية بسبب نشاط ظاهرة "إل نينيو" الحالي، موضحاً بأنه من الصعب التوقع والجزم بموسم مطير قادم إثر نشاط هذه الظاهرة، وأشار إلى أن الشواهد التاريخية التي يتكئ عليها بعض المختصين في الأرصاد الجوية لا تكفي كمؤشر مطمئن. لكن الدكتور المسند توقع نشاطاً وقوة لظاهرة "إل نينيو" هذا العام، داعياً في هذا الصدد المتسائلين بخصوص تأثير الظاهرة على أجواء السعودية، إلى مراقبة الموسم المطري القادم (من منتصف أكتوبر 2015 حتى نهاية مايو 2016).
وحول علاقة ظاهرة إل نينيو El Niño وتأثيرها على أجواء السعودية، وعلى وجه التحديد كمية الأمطار الهاطلة خلال موسم الأمطار، أوضح المسند ل"سبق" بأن علاقة ظاهرة إل نينيو El Niño بالأمطار في السعودية يشوبها الغموض، وينقصها البيانات، والتحليل الرياضي والفيزيائي، وعليه من الصعب التنبؤ أو الجزم بموسم مطير قادم إثر نشاط ظاهرة إل نينيو الحالي.
وأضاف:" الشواهد التاريخية التي يتكئ عليها بعض المختصين والهواة في الأرصاد الجوية لا تكفي كمؤشر نطمئن له بوجود علاقة من عدمها، خاصة أنهم يحددون سنة أو سنتين، ومنطقة أو منطقتين دون النظرة الشمولية المكانية والزمانية للعلاقة بين العاملين".
ونوه الدكتور المسند إلى أن "الموضوع يحتاج إلى دراسة علمية مستفيضة وواسعة على مستوى مراكز علمية بحثية"، مردفاً: "موسم الأمطار القادم في السعودية لا أحد يعلم عن كنهه وماهيته ولا حجمه وشكله، وهل هو موسم مطير أو جاف؟ إلا الله تعالى، علاوة على ذلك قد تُجدب منطقة ما، وتُربع منطقة أخرى مجاورة لها، وذلك في الموسم نفسه، كما حصل في سنين عديدة سواء كانت ظاهرة إل نينيو ضعيفة أو نشطة أو معتدلة".
وتابع: "لا أُنكر وجود علاقة بين ظاهرة إل نينيو والأمطار في السعودية وفي الوقت نفسه لا أُثبت، ولكن أقول المسألة عندي مشوشة وتحتاج إلى مزيد من البحث والتحليل مقدراً في الوقت نفسه رأي المخالفين".
وبين المسند بأن ظاهرة إل نينيو المناخية الواقعة شرق المحيط الهادئ، تعني زيادة درجة حرارة فوق سطح المحيط الهادئ الشرقي، وذلك فوق المنطقة الاستوائية منه، وذلك بسبب دفع الرياح الغربية بالحرارة السطحية، وتجميعها وتكديسها شرق المحيط الهادئ، مشيراً إلى أن نشاط ظاهرة إل نينيو المناخية يقع في دورة تعاقبية بين سنتين وسبع سنوات، وحالياً ظاهرة إل نينيو نشطة جداً، بل وتفوق نشاطها التاريخي المسجل عام 1997م، وإل نينيو تُسبب بإذن الله تعالى أمطاراً غزيرة في أماكن من العالم، وجفافاً في أماكن أخرى، ليس هذا فحسب، بل تأثير إل نينو يمتد للاقتصاد العالمي، والتأمين على وجه التحديد، والبيئة، والصحة.
واستطرد المسند بأن الظواهر مناخية كبرى تتفاعل المسطحات المائية مع الغلاف الجوي فتؤثر على الأحوال الجوية في نواح واسعة من الكرة الأرضية، ومنها الجزيرة العربية وقال: "الظاهرات المناخية الكبرى كظاهرة تذبذب درجة الحرارة في المنطقة الاستوائية من المحيط الهادئENSO، وظاهرة تذبذب درجة الحرارة شمال غرب المحيط الهادئ (ThePacific Decadal Oscillation (PDO، وظاهرة التذبذب القطبي (AO) ArcticOscillation، وظاهرة تذبذب درجة الحرارة شمال المحيط الأطلسي (The North Atlantic Oscillation (NAO، وظاهرة التذبذب العقدي الأطلسي AtlanticMultidecadal Oscillation (AMO)، وظاهرة التذبذب المداري مادن- جوليان (The Madden-Julian Oscillation (MJO، كل هذه ظاهرات مناخية كبرى تتفاعل المسطحات المائية مع الغلاف الجوي فتؤثر على الأحوال الجوية في نواح واسعة من الكرة الأرضية، ومنها الجزيرة العربية (على وجه العموم)، مستدركاً: "لكن الدراسات قاصرة، والأبحاث شحيحة، والمحطات المناخية قليلة، والتي تمكننا من ربط ظاهرة مناخية كبرى بعينها بمناخ السعودية والله المستعان".
وكشف أن العام الحالي 2015م أشد السنوات حراً منذ بدء التسجيل المناخي في العالم قبل نحو 136 سنة، وقال: "وفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA في الولاياتالمتحدة فإن شهر يوليو 2015م يعتبر الأشد حراً في الكرة الأرضية على الإطلاق منذ بدء السجلات المناخية 1880-2015م (قبل 136 سنة)، بزيادة قدرها (0.81م) عن متوسط القرن العشرين للكرة الأرضية لشهر يوليو، متجاوزاً في ذلك الرقم القياسي السابق عام 1998م والمسجل (0.08م) ليصبح معدل شهر يوليو 2015(16.61م).
وأضاف: "من جهة أخرى يعتبر عام 2015م وحتى الآن (من يناير حتى يوليو) أشد السنوات حراً منذ بدء التسجيل المناخي في العالم قبل نحو 136 سنة، وذلك بزيادة قدرها (0.85م) عن متوسط القرن العشرين، وبذلك يحطم عام 2015 السجل السابق والمسجل لعام2010م بنحو (0.09م)".