باشرت جهات رقابية في الدولة تمحيص ملفات مصروفات الخطوط السعودية، وتحديداً فيما يتعلق بالمصروفات النثرية، التي أظهر الحساب الختامي للناقل الوطني تجاوزها سقف الخمسة مليارات ريال. ويقصد بالمصروفات النثرية المبالغ النقدية التي يحق للمسؤول أو المسؤولين الصرف منها أو إرسال انتدابات عليها، وتعتبر بحسب المتعارف عليها سلفةً دائمةً يقدّم المسؤول عنها فواتير تبين أوجه الإنفاق، وتواجه الخطوط السعودية على الدوام انتقاداتٍ حادة من شرائح المجتمع، كما تعرضت أخيراً لانتقاداتٍ من أعضاءٍ في مجلس الشورى تخصُّ أداء القطاع والسلبيات والمعوقات التي تعترض طريقه. ووفقاً لتقريرٍ أعدّه الزميل فالح الذبياني ونشرته "عكاظ"، كان رئيس مجلس الشورى الدكتور عبد الله آل الشيخ، قد أوضح لدى زيارته الخطوط السعودية في وقتٍ سابق أن «الموضوعات التي طُرحت في مناقشة الشورى وُجدت لها أجوبة وقدّموا الكثير من المعلومات المتعلقة بالحاسب الآلي، والخطوط تعرف الجوانب التي تحتاج إلى معالجة، لذلك نحن نتمنى أنها تجيب عن أسئلة المجلس والمواطن، هناك جوانب ما سألنا عنها، وجوانب أخرى لم نجد لها أجوبةً وجوانب اعترفت بها الخطوط وقالت إنها تحتاج إلى معالجة». «عكاظ» حاولت التواصل مع مساعد مدير عام الخطوط السعودية لشؤون العلاقات العامة، غير أن هاتفه لا يجاوب رغم الاتصالات المتكرّرة. وبحسب مصادر ذات صلة، فإن الجهات الرقابية باشرت فحص المصروفات النثرية وتدقيق فواتيرها والاطلاع على بيانات وقوائم المدقق المالي. وكان أعضاءٌ في مجلس الشورى قد وصفوا جهاز الخطوط السعودية بأنه مريضٌ ويعاني أموراً واختلالاتٍ كثيرة، ولا بد من الوقوف عليها ومعالجتها، وطالب الأعضاء في جلسة عُقدت أخيرا بضرورة مراجعة تقارير الخطوط السعودية حتى تنهض بمسؤولياتها المنوطة بهم وتصل إلى مستوى خطوط الطيران الأخرى.