قالت وكالة أنباء "رويترز"، إنه لم يتضح إن كان رئيس وزراء العراق السابق نوري المالكي؛ سيعود من إيران، وذلك بعد تهديده، أمس الثلاثاء، بتقرير برلماني وجّه اليه اللوم مع آخرين في سقوط الموصل في أيدي مقاتلي تنظيم داعش، ودعا إلى إحالتهم للقضاء؛ واصفاً التقرير بأنه لا قيمة له. وحسب وكالة "رويترز"، كتب المالكي على صفحته على "فيسبوك" في أول تعليق علني منذ نشر التقرير يوم الأحد وأرسل الى المدعي العام يوم الإثنين "لا قيمة للنتيجة التي خرجت بها لجنة التحقيق البرلمانية حول سقوط الموصل؛ سيطرت عليها الخلافات السياسية وخرجت عن موضوعيتها".
ويفيد الموقع الإلكتروني للمالكي، بأنه موجود في إيران منذ يوم الجمعة.
المالكي يلوم زعم التقرير البرلماني أن المالكي؛ كانت لديه صورة غير دقيقة عن الخطر الذي تواجهه الموصل؛ لأنه اختار قادة ضالعين في الفساد وتقاعس عن محاسبتهم.
والمالكي؛ الذي اتهم في السابق دولاً لم يسمها وقادة وسياسيين منافسين بالتآمر على سقوط المدينة ألقى باللوم يوم الثلاثاء على تركيا وقادة أكراد عراقيين.
وقال في تدوينة ثانية في حسابه على فيسبوك "ما حصل في الموصل كان مؤامرة تم التخطيط لها في أنقرة ثم انتقلت المؤامرة إلى أربيل"، في إشارة إلى عاصمتَي تركيا وإقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق الذي قامت قواته بدور رئيس في المعركة ضد "داعش".
تصريحات "هزلية" انتقد التقرير القنصل التركي في نينوى وعاصمتها الموصل؛ بسبب ارتباطات مزعومة بداعش ومقاتلي البشمركة الأكراد الذين اتهموا بالاستيلاء على أسلحة وذخائر تخلى عنها الجيش. وتم احتجاز القنصل بعد سقوط الموصل، لكن أفرج عنه بعد ثلاثة أشهر عقب مفاوضات.
ونفى المسؤولون الأتراك ابتداءً من رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو؛ نفياً قاطعاً دعم الجماعات المتطرفة بما فيها تنظيم داعش.
وقالت وزارة الخارجية التركية، إن تصريحات المالكي "غير مقبولة"، وإنها استدعت سفير العراق في أنقرة للاحتجاج عليها.
وأضافت وزارة الخارجية التركية "لا يوجد في تصريحات رئيس الوزراء السابق المالكي ما يمكن أخذه على محمل الجد".
وأضافت أن التصريحات "مبعثها شعوره بالذنب الناتج من لعبه دوراً في غزو "داعش" لثلث العراق ووفاة عشرات الآلاف وتشريد الملايين".
حذّرنا المالكي وقال صافين ضيائي المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان، أن أربيل تحترم نتائج لجنة التحقيق، واتهم المالكي بنقل اللوم بعيداً عن نفسه.
وقال الأكراد: إن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني؛ حذّر بغداد من أن الموصل تواجه خطراً بالغاً قبل وقت قصير من سقوطها؛ لكن المالكي رفض المساعدة.
هل يعود؟ وقالت "رويترز" في نهاية تقريرها: لم يتضح إن كان المالكي سيعود من إيران التي ساعدته خلال معظم فترة توليه منصب رئيس الوزراء لمدة ثماني سنوات، لكنها أيّدت العبادي في الصيف الماضي بعد سقوط الموصل ثاني أكبر المدن العراقية، فيما كشف ضعف النظام الذي تركه الاحتلال الأمريكي للعراق في الفترة من 2003 إلى 2011.
وأُلغي منصب المالكي كنائب للرئيس في الأسبوع الماضي، في أول موجة إصلاحات ينفّذها العبادي الذي خفض عدد الوزراء إلى 22 من خلال إلغاء مناصب ودمج بعض الوزارات مع أخرى.