بدأ فريق عمل عرض مسرح الشارع (نقش من هوازن)، الذي تُفتتح به فعاليات "جادة- سوق عكاظ"، بروفات الطاولة؛ بينما يبدأ غداً الخميس الجزء الثاني من البروفات في الميدان، والتي ستكون في مقر "جادة- عكاظ" بالطائف. ويأتي العرض المسرحي بقيادة المخرج ممدوح سالم، وبمعاونة المخرج المنفذ خلدون كريم، ومساعد المخرج أحمد الصمان، وبمشاركة فريق عمل مكوّن من 250 من الممثلين والفنيين، بينهم نحو 200 ممثل، و50 من الفنيين ومهندسي الصوت والإضاءة، إضافة إلى ما يزيد على 40 جملاً، و20 حصاناً، بمشاركة فرسان أولومبيين، وبخلاف أكثر من 200 قطعة من السيوف والرماح والدروع.
وينطلق عرض "نقش من هوازن" في باكورة فعاليات "جادة - سوق عكاظ"، ضمن أعمال الدورة التاسعة للسوق المقرر انطلاقها يوم الأربعاء 27 شوال 1436ه الموافق 12 أغسطس 2015م، برعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا الأمير خالد الفيصل، وتحت إشراف الهيئة العامة للسياحة والآثار، برئاسة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز.
ويجسّد عرض "نقش من هوازن" لمؤلفه حسين عادل شاهين، وإنتاج مؤسسة "رواد ميديا" للإنتاج الصوتي والمرئي، حياة أحد أشهر الشعراء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام ومبدع واحدة من أشهر المعلقات وهو لبيد بن ربيعة العامري.. والذي وقع اختيار أمانة مهرجان سوق عكاظ عليه؛ ليكون شخصية العام؛ لتكون "ثيمة" المهرجان في دورته الحالية.
دلالات رمزية ويوضّح مؤلف العرض حسين شاهين أنه ركّز في تناوله لشخصية الشاعر والصحابي لبيد بن ربيعة منذ نشأته؛ وتحديداً بداية موقفه مع الملك نعمان بن منذر منذ أن كان عمره 15 عاماً وحتى وصل إلى مرحلة إسلامه.
وأضاف: يُظهر العرض مدى الشجاعة والجرأة والحصافة التي تَمَيّز بها "لبيد" منذ ريعان شبابه، وأنه تمكّن بفصاحة وبيان لسانه من كسب الملك النعمان بن المنذر لصالح قومه، بعد أن أوغر "الربيع" صدره ضد قوم لبيد، وهي الواقعة التي أكسبت "لبيد" مكانة رفيعة ومنزلة كبيرة لدى الملك النعمان، وما تلا ذلك من مواقف تُظهر ما تَمَتّع به "لبيد" كشاعر وفارس قبل وبعد الإسلام.
وتابع: استغرقتُ في كتابة العمل وإنجازه وحبكته الدرامية نحو 20 يوماً، إلى أن وصلنا إلى التعديلات النهائية والاستقرار على العمل الذي سيقدم خلال فترة المهرجان؛ لافتاً إلى أن اختيار مسمى "نقش من هوازن" بعيداً عن مسمى الشخصية؛ لإعطاء دلالة رمزية على المكانة التي حَفَرها "لبيد" لنفسه في التاريخ كشخصية ناجحة في مختلف الميادين، وهو الأمر نفسه الذي حدث في العرض المسرحي الذي قدّمته "الجادة" في العام الماضي باختيار اسم "فارس قومه" عن قصة الشاعر والفارس عمرو بن كلثوم.
عمل ملحمي وقال منتج ومخرج العمل ممدوح سالم: إن "نقش من هوازن" عمل ملحمي بمعنى الكلمة؛ فخلافاً للوقت القياسي الذي تم فيه الإعداد للعرض، ومع انطلاق بروفات الطاولة، ومن ثم بروفات الميدان؛ فإن فريق الإعداد بذَلَ مجهوداً كبيراً لمحاكاة الأجواء التي كانت سائدة في سوق عكاظ قديماً، إضافة إلى ساحة المبارزة، التي كانت ملتقى الفرسان والمبارزين، وكذا منطقة "حي عكاظ"؛ بما تعج به من قبائل تمثل عكاظ، إضافة إلى شعراء المعلقات، الذين يُعَدّ "لبيد" من أبرزهم وأبلغهم.
وأضاف: كل هذا يعكس حجم العمل الضخم المبذول لتقديم عمل مميز؛ بما يتضمنه من أحداث تاريخية ومواجهات فروسية وحركة القوافل وعروضها، وبالطبع السيطرة على كل هذا العدد الضخم من فريق العمل الذي يتجاوز 250 فرداً في عمل حي ومباشر أمام الجمهور، أمر مرهق للغاية؛ لكننا -بحمد الله- مصممون على خروجه بصورة مشرّفة تعكس شخصية هذا الشاعر والفارس والصحابي الجليل، كما تعكس القيمة التي يجسّدها سوق عكاظ وجادته.
أزياء رضا غزاوي وأشاد "سالم" بمصممة الأزياء رضا غزاوي، التي قامت -للدورة الثانية على التوالي في الدورة الثامنة والحالية التاسعة- بتصميم أزياء تحاكي أزياء ما قبل الإسلام وما بعد ظهور الإسلام؛ مؤكداً أنها استطاعت أن تتميز من خلال التصميمات التي قدّمتها في الدورة الماضية والتي ظهر بها الممثلون فكانوا أقرب ما يكونون إلى الصورة الحقيقة لفرسان وشعراء "سوق عكاظ" في فترة ما قبل ظهور الإسلام.. موضحاً أنها بذلت مجهوداً خيالياً هذا العام أيضاً في تصميم أزياء "نقش من هوازن".
كما أشاد "سالم" باختيار الفترة الصيفية الحالية لإقامة الدورة التاسعة لفعاليات "سوق عكاظ"؛ لتعود كما كانت عليه من قبل؛ حيث كانت تقام في نفس الفترة؛ لافتاً إلى ما تتمتع به من أجواء جميلة ومميزة جداً؛ خاصة في فصل الصيف، ومن ثم فهي بيئة مثالية أيضاً مهيئة للعمل والحماس، وبذل المزيد من الجهود التي تصبّ في مصلحة نجاح العروض المسرحية داخل الجادة، والتي ستُفتتح منها فعاليات السوق ككل.
ووجّه "سالم" الشكر للقائمين على السوق وكذا "الجادة"؛ لافتا إلى الدعم الكبير الذي تُقدمه إمارة منطقة مكةالمكرمة والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني؛ مشيراً إلى أنهم لا يتوانون عن تقديم الدعم والمساندة وتذليل أي عقبات وصعاب.