يبدأ بعد غدٍ عرض لمسرحية "فارس قومه", الذي يرصد ملامح من سيرة الشاعر عمرو بن كلثوم، بمشاركة 200ممثل, ضمن فعاليات الدورة الثامنة لسوق عكاظ. وأكد مخرج العرض ممدوح سالم أن العمل المسرحي الذي يشاهده الجمهور, مساء بعد غدٍ الجمعة في 45 دقيقة, تم بدء التحضير له منذ نحو شهرين ما بين (بروفات الطاولة) و (البروفات الميدانية). وأوضح أن التنفيذ الميداني للعرض يعد المهمة الأصعب من عدة نواحٍ منها: الوقت متمثلًا في اللبس والمقتنيات وكذلك تحديد المواقع لكل شخص وتحركاتهم, والجهد البشري ويتمثل في سرعة وضبط الحركة والإعادة, وكل ذلك في النهار . وأبان مخرج "الجادة", أن العرض الحي والمباشر للمسرحية برغم كل التحديات سيكون أيسر, لأن الأجواء التفاعلية مع جمهور مدينة الطائف المعروف بتذوقه للإبداع ستسهم في اندماج أكثر من 200 ممثل بمنتهى الدقة في تجسيد الأحداث وفق السيناريو المحدد والرؤية الإخراجية المحكمة. وقال: " لقد عشنا في صراع مع النفس وتحدٍ للذات قبل أن نخوض مرحلة الصراع الميداني في القصة التي يبدأها (الراوي) ليسردها من ناحية, فيما يقدم مجموعة من الممثلين العمل المسرحي صوتاً وصورة للحضور تتضمن عناصر إبهار فريدة من نوعها. وحول المفاجآت والعناصر الجديدة التي تطلقها (الجادة) هذا العام في "سوق عكاظ", قال المخرج المنفذ الفنان عبدالله اليامي: " لا أستطيع أن أكشف الكثير من هذه المفاجآت، لكن يكفي أن أشير إلى عنصر الإضاءات المبهرة والفريدة من نوعها, التي تطلقها (الجادة) لأول مرة من خلال السوق, وهذا العمل يصنف في (مسرح الشارع) الذي يعد من أصعب المسارح لكونه يعتمد على العمل في أرض فضاء مع مراعاة تكوين مجسمات وأدوات وحيوانات وبشر ما بين ثابتة ومتحركة دون الاعتماد على "استيج", كما تعود الجمهور في المسارح, وهذا ما سيشاهده المارة على الأرصفة. وبيَّن اليامي أنه سيكون في موقع الحدث منذ لحظة الافتتاح جدولة معينة للفقرات التي تطلقها (الجادة), التي تشكل تحدياً للذات من خلال هذا المهرجان. وأضاف "سنصنع الفارق بين ما قُدم في السنوات الماضية وما يقدمه العاملون على تنظيم "سوق عكاظ" هذا العام, وبين ما نقدمه نحن في (الجادة), وذلك تحت شعار "المنافسة الشريفة", التي تصب في مصلحة المهرجان بشكل عام. تجدر الإشارة إلى أن العرض من تأليف عبدالرحمن الزهراني الذي ارتكز في كتابة العرض على أربع محاور رئيسة هي: سوق عكاظ التجاري قديماً وحديثاً، معلقات الشعراء، فنون المبارزة والقتال، وأخيراً الدراما. ويتميز العرض بمحاكاة البيئة ونمط الحياة في تلك الفترة من خلال نصب أكثر من 15 خيمة بنفس الطريقة التي كانت مستخدمة، وأكثر من 300 سيف ورمح وسهم على غرار ما كان يستخدمه فرسان تلك الفترة. ويشارك في تجسيده أكثر من 200 ممثل وفريق من لاعبي الجمباز والمبارزة في الحرب، وكذلك تمت الاستعانة ب 15 جوادا عربيا أصيلا امتطاها 15 فارساً سعودياً، تحت إدارة مدير الإنتاج سعدي شوبكي، مع تميز المصممة السعودية رضا غزاوي في تصميم الملابس التاريخية.