تشهد «جادة عكاظ»، ضمن فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان سوق عكاظ (يفتتح 27 شوال الجاري)، عرضا مسرحيا مفتوحا في الشارع بعنوان «نقش من هوازن»، يجسد حياة لبيد بن ربيعة العامري، أبرز شعراء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام، من إخراج ممدوح سالم، وتأليف حسين عادل شاهين. من جانبه، أوضح مخرج العرض والمشرف على فعاليات «الجادة» المخرج ممدوح سالم أن ميزة العرض أنه يدخل ضمن مدرسة «مسرح الشارع»، الذي يتفاعل الجمهور مع العارضين وجها لوجه دون حواجز، مبينا أنهم حرصوا على أن يواكب «مسرح الشارع» شخصية «شاعر عكاظ» التي يتم تحديها مع أمانة السوق بشكل سنوي لتكون «الثيم» العام لتقديمها بشكل ملحمي فني يبرز القدرات لأدبية والشعرية والقتالية لبطل العمل، مبينا أن أحداث العرض تحاكي أجواء عصر الجاهلية وصدر الإسلام، وترصد الحياة العربية الأصيلة بكل تفاصيلها وبمنافساتها الشعرية وملاحمها القتالية من خلال سيرة الشاعر لبيد العامري، كما تجسد مظاهر الكرم عند العرب، موضحا أنه تم الاستعانة بكل ما يعكس هذه البيئة من جياد وإبل وخيام وسيوف ورماح لمحاكاة تلك الفترة الزمنية من تاريخ الجزيرة العربية. يرصد العرض حياة الشاعر بأسلوب درامي شائق، يصور الأحداث ويقاربها إلى الواقع قدر الإمكان، في مسرح لا حدود له، ولا تقيده ديكورات مفترضة أو إضاءة أو كواليس. ويتطرق العرض إلى ثلاث مراحل أساسية في حياة لبيد بن ربيعة؛ الأولى والثانية منها امتدتا 90 عاما قضاها الشاعر في الجاهلية، والمرحلة الثالثة التي شهدت دخوله في الإسلام. وتتعرض المرحلة الأولى من العرض لنشأة لبيد بن ربيعة وطفولته في كنف عمه عامر بن مالك أبو البراء العامري المُكنى بملاعب الأسنة سيد من سادات قبيلة هوازن، إحدى قبائل قيس عيلان، وفي هذه المرحلة تظهر على لبيد الغلام ابن ال15 ربيعا ملامح الشاعر الفصيح اللسان، القوي التعبير، ذي الأخلاق الحميدة، والمعشر الطيب، حيث كان راعيا لإبل عمه عامر، وفي الوقت نفسه كان متحدثا باسم قومه في مجلس النعمان بن المنذر ملك الحيرة، ووسيطا لقومه في حل مشكلاتهم معه. أما المرحلة الثانية من العرض، فستكون حول فترة شباب لبيد بن ربيعة، وكيف كان فارسا حاد السيف في الحروب التي خاضها مع قومه، حاد الذكاء، واسع المعرفة، عذب الشاعرية في قصائده التي ذاعت بين الناس وتصدرت مجالس الشعراء كمجلس النابغة الذبياني. والمرحلة الثالثة من حياة لبيد بن ربيعة، التي شهدت تحولا جوهريا، يترك الجاهلية ويدخل الإسلام، ويصبح واحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويحفظ القرآن الكريم ويتدبره، ويعيش حياة الزهد والإيمان عزيزا كريما جوادا مضيافا، ينحر الإبل ويطعم الفقراء. والشاعر لبيد بن ربيعة بن مالك أبو عقيل العامري، أحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية، من أهل عالية نجد، أدرك الإسلام، ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم ويعد من الصحابة، ومن المؤلفة قلوبهم، وترك الشعر فلم يقل في الإسلام إلا بيتا واحدا، وسكن الكوفة وعاش عمرا طويلا، وهو أحد أصحاب المعلقات.