تتوجه الأنظار خلال الساعات المقبلة إلى "جادة سوق عكاظ" تزامنًا مع انطلاق الدورة الثامنة لفعاليات سوق عكاظ الخميس 24 ربيع الأول الذي يفتتحه أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا ل (سوق عكاظ) صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز وبحضور وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل، ورئيس الهيئة العامة للسياحة الأمير سلطان بن سلمان الذي بذل جهودًا جبارة في الهيئة لإنجاح الحدث السنوي الكبير، وتوفير أكبر قدر من الراحة للجمهور، فقد تم هذا العام إضافة نحو أربعة ملايين متر مربع إلى مساحة السوق، فضلاً عن تطوير عناصر مخطط (جادة) سوق عكاظ بالتنسيق مع الشركاء ذوي العلاقة، وتقديم الدعم المالي والفني لتنظيم فعاليات الجادة والسوق.. والعمل على تنظيم سلسلة من المعارض المتخصصة، للتعريف بإسهامات الوزارات والهيئات والقطاعات الحكومية المشاركة في مجالات الثقافة والعلوم والمعرفة، والتواصل مع الجمهور الراغب في التعرف على طبيعة أعمال تلك الجهات وإنجازاتها. كما حرصت الهيئة على رعاية الفعاليات التراثية والثقافية على (الجادة)، وجائزة الحرف اليدوية (بارع)، كذلك تنظيم مشاركة الحرفيين من المملكة وخارجها، وتنفيذ أنشطة تسويقية إعلامية لفعاليات (الجادة). ويلتقي جمهور (جادة) سوق عكاظ على مدى أكثر من 5 ساعات يوميًا طوال فترة المهرجان، مع الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم التغلبي، فارس قومه ورئيسهم، أحد كبار أشراف العرب في الجاهلية.. وذلك من خلال العرض المسرحي الذي أبدع في التحضير له المخرج ممدوح سالم؛ حيث يرتكز على أربع محاور رئيسة هي: سوق عكاظ التجاري قديمًا وحديثًا، معلقات الشعراء، فنون المبارزة والقتال، وأخيرًا الدراما. وتتضمن أبرز فقرات (الجادة) عرضًا مسرحيًا بعنوان (فارس قومه)، كُتب بطريقة السرد الدرامي المشوق لقصة الشاعر عمرو بن كلثوم من خلال راوٍ، ويرصد أيضًا حرب البسوس، ومقتل ملك المنادرة، وأحداثًا أخرى لا تقل تشويقًا طوال أحداث العمل المسرحي ألفها الكاتب عبدالرحمن الزهراني مستندًا على كتب ووثائق تاريخية استلهم من خلالها أبرز إنجازات عمرو بن كلثوم، تحت قيادة المخرج ممدوح سالم، ويشارك في تجسيد العرض أكثر من 200 ممثل، وتولى دور مدير الإنتاج سعدي شوبكي الذي بذل جهدًا جبارًا في جمع الفريق والممثلين وجميع أدوات العمل. أوضح المخرج ممدوح سالم أن "الجادة" بصفة خاصة وفعاليات الدورة الثامنة لسوق عكاظ عامة حدث مهم على المستوى الوطني يأمل له أن يصل إلى المستوى "العالمي". وأشار سالم إلى أن أحداث (الجادة) تدور في أجواء ما قبل عصر الإسلام، ويحاكي الحياة العربية الأصيلة، ومن خلال ذلك تم الاستعانة ب 15 جوادًا عربيًا أصيلًا يمتطيها 15 فارسًا سعوديًا منهم فرسان شاركوا في مسابقات رياضية وحققوا جوائز كبرى.. كما يرصد العرض الجانب التجاري في العصر الجاهلي من خلال القوافل التجارية مثل قافلتي الشام واليمن، وتم الاستعانة في تنفيذها ب 40 جملًا.. وقد تم تصميم الملابس التاريخية المناسبة لهذه الحقبة خلال العرض المسرحي بواسطة المصممة السعودية رضا غزاوي، التي قدمت أكثر من 200 تصميم للشخصيات المشاركة في (الجادة)، وعملت على حياكتها الأسر المنتجة في بادرة تهدف إلى إبراز دور المرأة ونشاطاتها الفعالة، اللاتي لا يقل وجودهن أهمية عن فئة الرجال. وبسؤال المخرج ممدوح عما إذا كان للمرأة حضور مميز أثناء العرض؛ لكون النص يحتوي على دور خاص بها متمثلًا في (أم عمرو بن كلثوم)؟ قال بنبرة تحمل كثيرًا من الغموض: لا أستطيع أن أكشف ما يدور من مفاجآت أثناء العرض، لكن أدعو الجمهور للترقب والحرص على مشاهدة العرض، فهناك عديد من المفاجآت لن نكشف عنها الآن. وأوضح أنهم حرصوا على بذل مزيد من التميز في محاكاة البيئة ونمط الحياة في فترة ما قبل الإسلام، حيث تم نصب أكثر من 15 خيمة بنفس الطريقة التي كانت مستخدمة، وأكثر من 300 سيف ورمح وسهم على غرار ما كان يستخدمه فرسان تلك الفترة، وكذلك الاستعانة بفريق مختص في الجمباز والمبارزة في الحرب.