تختتم، مساء بعد غد السبت، فعاليات سوق عكاظ الثقافي، الذي ترعاه "سبق" رسمياً، في أجواء تاريخية ساحرة؛ خاصة ما يتعلق ب"جادة" سوق عكاظ عن الشاعر الجاهلي عمروبن كلثوم التغلبي والتي حملت عنوان "فارس قومه". وكان العرض قد بدأ مع اليوم الأول لافتتاح السوق، وأثنى مير منطقة مكةالمكرمة على الجهد الذي بذله فريق عمل هذا العرض المسرحي، وعلى رأسه المخرج ممدوح سالم.
وارتكز العرض المسرحي على أربعة محاور رئيسة هي "سوق عكاظ التجاري قديماً، ومعلقات الشعراء، وفنون المبارزة والقتال، وأخيراً الدراما".
وتميز العرض بمحاكاة البيئة ونمط الحياة في تلك الفترة من خلال نصب أكثر من 15 خيمة بنفس الطريقة التي كانت مستخدمة، وأكثر من 300 سيف ورمح وسهم على غرار ما كان يستخدمه فرسان تلك الفترة.
وشارك في تجسيد العرض أكثر من 200 ممثل وفريق من لاعبي الجمباز والمبارزة في الحرب، مع الاستعانة ب 15 جياداً عربياً أصيلاً امتطاها 15 فارساً سعودياً.
وتم تقديم العرض المسرحي تحت إشراف مدير الإنتاج سعدي شوبكي والمخرج المنفذ عبدالله اليامي؛ مع تميّز المصممة السعودية رضا غزاوي في تصميم الملابس التاريخية.
وتعتبر "جادة عكاظ" التي يبلغ طولها "كيلو متراً" عنصراً مهماً وأساسياً في برامج وأنشطة سوق عكاظ، حيث تشهد تنظيم سلسلة من الفقرات المنوعة من بينها مسرحية عمرو بن كلثوم.
فعلى مدى أكثر من خمس ساعات يومياً طوال فترة المهرجان، يلتقي جمهور (جادة) سوق عكاظ مع الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم التغلبي، وأسيد بن حضير بن عبدالأشهل الأنصاري رضي الله عنه، وهو فارس قومه وابن زعيم الأوس وأحد كبار أشراف العرب في الجاهلية.
وتتضمن أبرز فقرات (الجادة) عرضاً مسرحياً بعنوان (فارس قومه)، كُتب بطريقة السرد الدرامي المشوق لقصة الشاعر عمرو بن كلثوم من خلال راوٍ، ويرصد أيضاً حرب البسوس، ومقتل ملك المنادرة، وأحداثاً أخرى لا تقل تشويقاً.
وألّف المسرحية عبدالرحمن الزهراني مستنداً إلى كتب ووثائق تاريخية استلهم من خلالها أبرز إنجازات عمرو بن كلثوم، تحت قيادة المخرج ممدوح سالم.
ويشارك في تجسيد العرض أكثر من 200 ممثل، وتولى دور مدير الإنتاج سعدي شوبكي الذي بذل جهداً في جمع الفريق والممثلين وجميع أدوات العمل.
وقال المخرج ممدوح سالم: "الجادة" بصفة خاصة وفعاليات الدورة الثامنة لسوق عكاظ بصفة عامة حدث مهم على المستوى الوطني ونأمل أن يصل إلى مستوى "العالمية".
وأضاف أنه لمس من جميع المسؤولين التعاون التام لإنجاح الفعاليات، بداية من الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أميرمنطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا ل"سوق عكاظ"، والأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة، والأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم، وانتهاء بجميع المشاركين في المهرجان بمختلف فعالياته.
وأردف "سالم": "أحداث (الجادة) تدور في أجواء ما قبل عصر الإسلام، وتحاكي الحياة العربية الأصيلة، وتمت الاستعانة ب 15 جياداً عربياً أصيلاً يمتطيها 15 فارساً سعودياً منهم فرسان شاركوا في مسابقات رياضية وحققوا جوائز كبرى، كما يرصد العرض الجانب التجاري في العصر الجاهلي من خلال القوافل التجارية مثل "قافلتا الشام واليمن وتم الاستعانة في تنفيذها ب 40 جملاً".
وتابع: "تم تصميم الملابس التاريخية المناسبة لهذه الحقبة خلال العرض المسرحي بواسطة المصممة السعودية رضا غزاوي، التي قدمت أكثر من 200 تصميم للشخصيات المشاركة في (الجادة)، وعملت على حياكتها الأسر المنتجة في بادرة تهدف إلى إبراز دور المرأة ونشاطاتها الفعالة، اللاتي لا يقل دورها أهمية عن فئة الرجال".
وقال المخرج إنهم حرصوا على بذل المزيد من الجهد في محاكاة البيئة ونمط الحياة في فترة ما قبل الإسلام، حيث تم نصب أكثر من 15 خيمة بنفس الطريقة التي كانت مستخدمة، وأكثر من 300 سيف ورمح وسهم على غرار ما كان يستخدمه فرسان تلك الفترة، وكذلك تمت الاستعانة بفريق مختص من الجمباز والمبارزة في الحرب.
وأضاف: "هناك عدد من الفقرات المميزة بخلاف العرض المسرحي، فلدينا افتتاح السوق التاريخي القديم، ومسيرة القوافل، والمبارزات في القدم، وتسع معلقات لأشهر شعراء "سوق عكاظ" وسيكون لكل شاعر صخرة باسمه، وغيرها من الفقرات التي تبدأ من الساعة الرابعة عصراً حتى الساعة التاسعة مساء، تفصلها صلاتا المغرب والعشاء فقط".
وأردف: "تكرر ذلك طوال مدة المهرجان، ما عدا اليوم الأول الذي كان مخصصاً للافتتاح الذي بدأ في فترة المساء، ثم جاءت انطلاقة الفقرات الخاصة ب (الجادة) من اليوم الثاني إلى اليوم الأخير".
وتابع: "اكتفينا بالجو العام للسوق من حيث الصوت والتحركات بدون تدخل لتنال (الجادة) نظرة بسيطة لها من أمير منطقة مكةالمكرمة والوفد المرافق له أثناء الجولة الميدانية لكافة أرجاء "سوق عكاظ".
وحول المفاجآت والعناصر الجديدة التي نفذت في (الجادة) هذا العام في "سوق عكاظ"، قال مخرج العرض: "يكفي أن أشير إلى عنصر الإضاءات المبهرة والفريدة من نوعها والتي تطلقها (الجادة) لأول مرة من خلال "سوق عكاظ"، وهذا العمل يصنف في (مسرح الشارع) الذي يعتبر من أصعب المسارح لكونه يعتمد على العمل في أرض فضاء مع مراعاة تكوين مجسمات وأدوات وحيوانات وبشر ما بين ثابتة ومتحركة في أرض الميدان بدون الاعتماد على "استيج" كما تعود الجمهور في المسارح، وهذا ما سيشاهده المارة على الأرصفة".
جدير بالذكر أن مسرحية "فارس قومه" سيحاول المخرج ممدوح سالم تحويلها إلى فيلم سينمائي ليتمكن المشاهدون الذين لم يحظوا بفرصة الحضور إلى سوق عكاظ بمتابعة الشاعر عمرو بن كلثوم سينمائياً.