طالب إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرّمة الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس؛ بتهيئة الفرص الوظيفية للشباب وتثقيفهم بأحكام الحدود الشرعية وشغل فراغهم بالبرامج النافعة. وحذّر "السديس"؛ في خطبة الجمعة التي ألقاها، اليوم، في المسجد الحرام بمكة المكرّمة، من أجيال من الشباب لا تتمتع بحصانة حقيقية فاعلة؛ داعياً الشباب إلى الانتقال من أزمات الوعي إلى الوعي بالأزمات.
وخاطب الشباب بقوله: "تمسكوا بقيم الدين وخلقه الرصين، ولا تغرنَّكم الشعارات البرّاقة والثقافات المستوردة الهجينة والأفكار الدخيلة والمناهج الهزيلة، ولا تنشغلوا بالأسماء عن المسميات، وتحرّوا تحرير المصطلحات على منهج السلف كالولاء والبراء والجهاد والردة والتكفير والحريات؛ فالإسلام الحق هو صانع الحضارة وموئل القيم والفضائل".
وأضاف: "أولى ما يجب العناية به في هذا المنعطف التاريخي المهم الذي تمر به الأمة تحصين مدارك الشباب وثقافتهم بأحكام الحدود الشرعية؛ كتحريم قتل النفس المعصومة، وحكم الاعتداء علي المعاهدين وأهل الذمة، وخطورة أمر التكفير والغلو والتطرف، واطلاق الأحكام جزافاً، وترويع الآمنين، وانتهاك حرماتهم وسلب أموالهم".
وحذّر "السديس" من آفة العصر المخدرات وتعاطيها وترويجها حماية لهم ولمجتمعاتهم ولأوطانهم ولأمتهم من أنصاف المتعلمين وسهام المغرضين.
وقال: "العبء في ذلك يقع على عواتق العلماء والدعاة ورجال التربية والفكر والإعلام وحملة الاقلام؛ حيث يجب أن يتم التوجيه الرقيق والترشيد اللطيف في ظل تلاحم أفراد الأسرة والمجتمع وتراحمهم مع أبنائهم".
وطالب بفتح قنوات الحوار الهادئ الهادف مع الشباب وشغل فراغهم بالبرامج النافعة المفيدة، وتهيئة الفرص الوظيفة لهم.
وأضاف: "علينا أن نحمي شبابنا من المؤثرات العقيدية واللوثات الفكرية والتجاوزات الأخلاقية والسلوكية".
وأردف: "يجب وضع خطط حازمة لترشيد التعامل مع وسائل التواصل، أما مَن تأثروا بالغلو والجفاء؛ فلن يكون لهم أيُّ تأثيرٍ في جموع الشباب الحرصاء على البناء والإعمار".
وتابع "السديس": "ترك الشباب دون حصانة حقيقية فاعلة يعدّ جريمة في حقهم وحق المجتمع، وجناية على الأمة بأسرها، لذلك يجب على الآباء والمربين غرس التوحيد الخالص لله والعقيدة الصحيحة والاعتصام بالكتاب والسنة في نفوس أبنائهم والحذر من الفتاوى الشاذة المحرضة على العنف وسفك الدماء".