فهد المنجومي، ياسر العتيبي- سبق- مكة المكرّمة: أكّد الناطق الإعلامي بشرطة منطقة مكة المكرّمة العقيد دكتور عاطي بن عطية القرشي، أن مركز القرارة بشرطة العاصمة المقدّسة بُلِّغ مساء يوم السبت الماضي، من قِبل مستشفى النور التخصُّصي بتعرُّض عائلة مكوّنة من امرأة وابنتيها لسكب مادة (الأسيد) الحارقة عليهن، وتمّ جمع المعلومات عن المتهم؛ حيث تمّ ضبطه من قِبل بحث المركز، واتضح أنه مواطنٌ في العقد الثالث من العمر، وأنه قام بسكب مادة الأسيد لوجود خلافٍ سابقٍ بينهم، وجارٍ إحالة كامل الأوراق إلى الجهة المختصّة لإكمال اللازم. وكانت "سبق" في 26 رمضان 1436ه، قد نشرت القضية تحت عنوان "تنكّر بزي امرأة ليتمكّن من الدخول .. والشرطة أطاحت به .. مجهول يسكب مادة حارقة على فتاة ووالدتها في منزلهما بمكة".
وبحسب مصادر "سبق"، باشرت دائرة "الاعتداء على النفس" بهيئة التحقيق والادعاء العام وشرطة العاصمة المقدسة ممثلة في مركز شرطة القرارة التحقيق مع مواطن بالعقد الثالث من العمر، إثر تنكره بزي نسائي واعتدائه على مُسِنّة وابنتها وابنة ابنتها "طفلة" وسكبه مادة الأسيد الحارقة على أجسادهن.
وكانت العاصمة المقدّسة قد شهدت يوم السبت 24 رمضان الحالي حادثة اعتداءٍ شنيعةٍ وكارثية تعرَّضت لها ثلاث نساء من أفراد عائلة سعودية "امرأتان وطفلة معاقة"، حيث تهجّم عليهن الجاني في منزلهن متنكراً بزي نسائي.
وقال أحد أقارب العائلة المتضرّرة، ل "سبق"، إن أخته من والده كانت مع والدتها وابنتها المعاقة ذات الأعوام التسعة، ويسكنّ بحي جبل السيدة بمكة المكرّمة، وفُوجئن بعد صلاة العشاء يوم السبت الماضي، بامرأة دخلت إلى حوش المنزل، وتمكّنت من الوصول إلى باب الشقة وطرقت الباب.
وأضاف: "عندما شاهدت والدة الفتاة أن الطارق امرأة فتحت لها الباب دون أن تتحقّق من هويتها، حيث كانت ترتدي زياً نسائياً، ولكن هذه المرأة دفعت الأم وأسقطتها أرضاً ودخلت الشقة، وقامت بالاعتداء على الفتاة، وضربها ضربات عدة ، قبل أن يتضح أن المعتدي رجلٌ وليس امرأة".
وأردف: "أخرج الشخص المعتدي عبوتيْن من العباءة التي كان يرتديها تحويان مادة الأسيد الحارق وقام بسكبهما على رأس الفتاة وجسدها بالكامل، وعند محاولة الأم إنقاذ ابنتها تعرَّضت هي الأخرى لسكب المادة على جسدها كاملاً، ولم تسلم من الحروق بمادة الأسيد (طفلة معاقة) لم تتجاوز التاسعة من عمرها".
وقال قريب العائلة: "تمّ نقل أختي ووالدتها وابنتها لمستشفى النور التخصُّصي بمكة المكرّمة، وقد تعرّضت أختي وأمها لتشوّهات كاملة في الجسد، وتعانيان من فقدان الشعر بالكامل وسقوط "نوى العيون"، بينما كانت حروق الطفلة في الرجلين فقط".
وأضاف: "أبلغنا الجهات الأمنية فور وقوع الحادثة، فسارعت بالبحث والتحرّي عن الجاني المعتدي، وأردف: "لا نعرف هذا الشخص وليس صحيحاً أنه تقدّم لخطبة أختي، كما يتحدث بعض سكان المنطقة، وكل ما هنالك أن هذا الشخص عمل مع شقيقي في إحدى شركات الأمن والحراسة قبل نحو خمس سنوات".
وعلمت "سبق"، أن الجهات الأمنية ممثلة في شعبه التحريات والبحث الجنائي بقسم شرطة القرارة تمكنت فجر يوم الإثنين الماضي، بإلقاء القبض على الجاني في محافظة جدة، ووُجد أنه تعرَّض لحروقٍ في اليدين، ولايزال رهن التوقيف والتحقيق معه بهيئة التحقيق والادعاء العام وشرطة العاصمة المقدّسة لمعرفة أسباب الجريمة التي ارتكبها قبل إحالة ملف القضية إلى المحكمة الشرعية والحكم فيها شرعاً.