طالَبَ أمين عام جمعية "إبصار" الخيرية للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية وعضو اللجنة الوطنية لمكافحة العمى محمد توفيق بلو، بالتدخل السريع من الجهات المعنية الحكومية والخاصة؛ لمعالجة مشكلة تزايد أعداد الأطفال ذوي الإعاقة البصرية المركّبة بسبب الولادة المبكرة، أو أسباب خلقية أخرى، بالإضافة إلى الإعاقات البصرية من الولادة بصفة عامة؛ وذلك بالتكاتف لتأسيس أول مركز متخصص للتدخل المبكر وإعادة تأهيل الأطفال ذوي الإعاقات الإضافية. وأشار إلى أن الجمعية شهدت مؤخراً تزايداً في حالات المتقدمين للحصول على الخدمات من محافظة جدة وعدد من مدن المملكة ومن خارجها أيضاً؛ كاشفاً أن إحدى الأسر الأسترالية التي كانت تقيم في قطر وانتقل عملها لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، تلقّت نصحاً بأن تذهب بابنتها البالغة من العمر 4 سنوات إلى جمعية إبصار الخيرية؛ حيث أُبلغت بأنها من أفضل الجهات في الشرق الأوسط لخدمات الإعاقة البصرية؛ ظناً منها توفير الخدمة المناسبة لابنتهم؛ حيث إنها مصابة بمرض نادر وهو متلازمة "واجر"، التي تسببت في إصابتها بإعاقة بصرية وسمعية وتخلّف عقلي وضعف في العضلات.
وأضاف: "أبدت الجمعية أسفها عن عدم وجود مركز متخصص لإعادة التأهيل والتدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة البصرية المركبة الشديدة؛ خاصة أنها بحاجة إلى برنامج تأهيل طويل المدى، ولفت الاهتمام إلى حالات لأطفال من ذوي الإعاقة البصرية يعانون من إعاقات مركبة أخرى جعلت الجمعية مكتوفة اليدين عن تقديم أي خدمة لهم، أو تحويلها إلى مراكز متخصصة، وهو ما لم يتوفر حتى الآن على مستوى المملكة".
وأكد "بلو" ، أن حل مشكلة التدخل المبكر لذوي الإعاقة البصرية حديثي الولادة والأطفال ذوي الإعاقة البصرية المتعددة الذين لا توجد لهم خدمات في المملكة، يعتبر مشروعاً إنسانياً ووطنياً، وتؤكد الحاجة إنشاء مركز متخصص له.
وأبدت "إبصار" أسفها عن عدم تمكّنها عن عمل أي شيء تجاه هذه الحالات؛ باستثناء تقديم المعلومات والإرشادات التي قد تُعِين الأُسَر على التعامل مع أطفالهم؛ حيث لاحظت الجمعية في الشهرين الأخيرين التزايد بالفعل في عدد حالات المراجعين لأطفال مصابين بإعاقة بصرية مع إعاقة مركبة؛ خصوصاً بعد الحملة الوطنية لاكتشاف عيوب الإبصار لدى الأطفال، التي زادت من انتشار الجمعية بين شرائح المجتمع؛ فبدأوا بالتوجه للجمعية طلباً للخدمة ظناً منهم أنهم سيجدون الحل لما يعانونه في حياتهم اليومية مع أطفالهم.
وأنذرت الجمعية بخطورة تزايد حالات الإعاقة المركبة خصوصاً المتلازمات؛ حيث لم تستطع أن تقدم حلاً لعدد من حالات الإعاقة المركبة التي واجهتها؛ مثل: إعاقات التأخر النمائي، ومتلازمة سنيور لوكين، وخلل الكلى، وطيف التوحد، ومتلازمة إيكاردي التي تتلف تركيب وشكل الدماغ، والتشنج، وعدم النطق، وحالات الإعاقة المركبة (سمعية عقلية ولغوية وصرع)، والمعاقين عقلياً مع مشاكل في الغدة، وطيف التوحد، واضطرابات في النطق، وصعوبات التعلم، والإعاقة العقلية والتوحد، والإعاقة السمعية والتوحد، بالإضافة إلى الإعاقة في القدرة العقلية والسلوكيات النمطية.
يُذكر أن الجمعية كانت قد طالبت -قبل أربع سنوات- بتأسيس مركز إبصار "بيركنز" للأطفال ذوي الإعاقة البصرية المتعددة والتدخل المبكر، ضمن مشروع قرية إبصار الخيرية، الذي واجَهَ تعقيدات في إنشائه، ولم ير النور حتى الآن"؛ مستهدفاً تقديم برامج تدخل مبكر للأطفال من سن الولادة حتى 9 سنوات، تشمل تأهيل الوالدين والطفل في المنزل وأماكن تواجده العامة عبر متخصصين في مجال إعادة التأهيل والعلاج الوظيفي والتوجه والحركة، والخدمة الاجتماعية، وجاءت هذه المطالبة بعد أن واجهت الجمعية مشكلة تزايد أعداد المواليد المصابين بإعاقة بصرية بسبب الولادة المبكرة، والأطفال من ذوي الإعاقة البصرية المصحوبة بإعاقات أخرى؛ وذلك في ظل عدم توفر أي خدمة متخصصة في الجمعية أو أي مراكز في المملكة لهم.