دانة عبدالله طفلة معوقة في عامها الثالث، كفيفة صماء بكماء توحدية، وهي ضمن عشرات الحالات من الأطفال ذوي الإعاقات البصرية مع إعاقات إضافية تستقبلها جمعية إبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية «إبصار» والتي تعمل جاهدة على تأهيلهم، حيث استقبلت الجمعية مؤخرًا 60 حالة تراوحت أعمارهم بين شهر و5 سنوات، و70 حالة أعمارهم من 6 سنوات فما فوق.وأمام هذا الواقع انتقد أمين عام الجمعية وعضو المجلس التوجيهي لتعزيز توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة محمد توفيق بلو، عدم وجود مراكز متخصصة للتدخل المبكر لحديثي الولادة وتأهيل وتعليم الأطفال ذوي الإعاقة البصرية والبصرية المتعددة والأصحاء الناطقين باللغة العربية أو الإنجليزية من سن 2 إلى 9 سنوات.وأوضح أن وجود مثل هذه المراكز يؤدي إلى تحسين الخدمات الاجتماعية والتعليمية والرعاية الصحية المقدمة للأطفال والكبار من ذوي الإعاقة البصرية مع إعاقات إضافية، واكتشاف الأطفال ذوي الإعاقة أصحاب المواهب الخارقة وصقلهم، ورفع وعي الأسر وتنمية مهاراتهم في التعامل مع أطفالهم المعوقين بصريًا مع أو بدون إعاقة أخرى، وإيجاد برامج تدريب وتعليم مستمر للمهنيين العاملين في مجال التدخل المبكر والإعاقة البصرية، وخلق فرص عمل جديدة للمعوقين بصريًا والمبصرين في مجال تعليم وتأهيل ضعاف البصر. وأكد أن الجمعية بدأت تخطط لتنفيذ عدة برامج للتدخل المبكر كحل سريع بتدريب كوادر متخصصة بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز، وذلك للأطفال من سن الولادة حتى 3 سنوات تشمل تأهيل الوالدين والطفل في المنزل وأماكن تواجده العامة مستهدفة طلاب الدبلوم العالي بالجامعة المتخصصين في مجال التربية الخاصة، مجال العوق البصري للتدرب على إعادة التأهيل والعلاج الوظيفي والتوجه والحركة، والخدمة الاجتماعية. وبين أنه سيتم الرفع إلى مجلس الإدارة عن خطة الجمعية المستقبلية لتوسيع حملتها لدعم تعليم وتأهيل ذوي الإعاقة البصرية برعاية صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز الرئيس الفخري للجمعية، لتشمل تأسيس مركز يختص بتنمية وتطوير المهارات اليومية والتعليمية للأطفال وحديثي الولادة من ذوي الإعاقة البصرية والبصرية المتعددة لبناء قدراتهم وزيادة استقلاليتهم واندماجهم وتفاعلهم مع المجتمع بصورة أفضل خصوصا أن هناك دراسة أجرتها الجمعية للمستفيدين أظهرت أن 13% منهم يمثلون أطفالا من سن الولادة وحتى 6 سنوات منهم 50% من الولادة إلى 3 سنوات، وهذا يؤكد التحدي الذي تواجهه الجمعية حاليا حيث تواجه مشكلة تزايد أعداد المواليد المصابين بإعاقة بصرية بسبب الولادة المبكرة والأطفال ذوي الإعاقة البصرية المصحوبة بإعاقات أخرى خصوصًا البصرية السمعية، والأطفال المعوقين بصريًا الناطقين بغير اللغة العربية الذين يتعذر عليهم الالتحاق بالمدارس العربية ويشهدون تزايدا في مجتمعاتنا، إضافة إلى رغبة بعض الأسر في إلحاق أطفالهم بمدارس خاصة لذوي الإعاقة البصرية في ظل عدم توفر أي خدمة متخصصة في الجمعية أو أي مراكز في المملكة لهم.وشدد على أن فتح مراكز لخدمات التدخل المبكر ورعاية الإعاقة البصرية بإعاقات إضافية سيخلق فرصا وظيفية للمواطنين من أصحاب التخصصات الجديدة، خصوصا طلاب التعليم العالي في مجالات التربية الخاصة -مسار العوق البصري- سواء المبتعثين أو الدارسين محليًا، بما في ذلك أصحاب التخصصات من ذوي الإعاقة، وهنا تكمن أهمية هذه الخطوة كونها تجمع بين تلبية احتياجات المجتمع الإنسانية والتنمية البشرية وتوسيع نطاق المسؤولية الاجتماعية.