أكد وزير الصحة المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، في توضيح عن مشروع إعادة هيكلة الوزارة، أن هناك استراتيجية طويلة المدى ما زالت تحت الدراسة، وسوف تعلن في حينها، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على تعزيز القدرات وفق الهيكلة الحالية والكادر البشري الموجود، بالإضافة إلى استكمال المشاريع الجاري تنفيذها حاليا، والهدف هو الرقي بالخدمات الصحية على المدى البعيد، مبيناً أنه الوزارة أعلنت، اليوم: عن 8 آلاف وظيفة شاغرة للسعوديين. وبين "الفالح" أن الوزارة حريصة ضمن رؤيتها ورسالتها وخطط عملها على أن تكون صحة وسلامة المستفيدين من خدماتها هي المحور الأساس في عملها؛ حيث قال، في كلمة لدى افتتاحه المنتدى الثاني للوكالة المساعدة للخدمات الطبية المساعدة اليوم الثلاثاء بالرياض: "تتطلع الوزارة إلى تقديم خدماتها الشاملة المتكاملة بكل تميز عبر كادر طبي وصحي يتسم بمهنية عالية وفق عدد من المؤشرات التي تعد مقياسا لارتفاع مستوى الخدمة وكفاءتها".
وأضاف: "شهدت المملكة نمو سريعا وتحولا كبيرا خلال السنوات الماضية في كافة المجالات، ولا شك أن ما يحظى به القطاع الصحي من دعم سخي واهتمام بالغ من قيادتنا الرشيدة ليؤكد أن هذا القطاع يأتي على رأس أولوياتها، وقد يقول البعض أن تطويره يشكل تحديا كبيرا إلا أنه يعد في نظري وجهة رائعة وفريدة لخدمة الوطن بشكل ملموس".
وزاد: "في اعتقادي أن تطوير المنظومة الصحية يتطلب وجود التكامل والتناغم والانسجام بين محاورها الثلاثة المتمثلة في المنشآت الصحية، وثانيا الأنظمة واللوائح الصحية، وثالثا وهو الأهم الموارد البشرية، فعلى صعيد المنشآت الصحية تم إنشاء ما يزيد على 275 مستشفى بطاقة استيعابية تزيد على 40 ألف سريرا، يتم من خلالها إجراء أكثر من ألف عملية جراحية يوميا، بالإضافة إلى إنشاء أكثر من 2280 مركزا للرعاية الصحية الأولية في مختلف المدن والقرى في مملكتنا الغالية، تقدم خدماتها إلى ملايين المراجعين سنويا، متوقعا أن تتضاعف الطاقة الاستيعابية في المستشفيات خلال السنوات المقبلة بعد استكمال إنشاء المدن الطبية الخمسة والمشاريع الصحية الجاري تنفيذها وترسيتها، بما يسهل على المستفيد الحصول على الرعاية الصحية بجميع مستوياتها الأولية أو التخصصية".
وأوضح وزير الصحة، أن الوزارة تبذل جهودا حثيثة لتطوير اللوائح والأنظمة والإجراءات التي تنظم آليات العمل الطبي والإداري في قطاع الصحة، إذ ما زالت الوزارة بحاجة إلى المزيد من الجهود في مجال الجودة النوعية للخدمات الصحية مما يسهم في الارتقاء بمستوى الخدمات وتقليل الأخطاء الطبية والدوائية وزيادة الإنتاجية.
ونوه "الفالح"، بقرار مجلس الوزراء القاضي الموافقة على تنظيم المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية والذي يهدف إلى رفع مستوى جودة الخدمات الصحية وذلك عن طريق اعتماد معايير وطنية موحدة لجميع المنشآت الصحية في المملكة، مشدداً على أنه من الصعب بل من المستحيل استهداف تحقيق تطور نوعي للرعاية الصحية مالم يتم الاهتمام بالعنصري البشري، حيث لاحظ معاليه أنه الأطباء وحدهم لا يستطيعون الإبداع والتميز في عملهم مهما كانت درجة براعتهم مالم يكونوا محاطين بفرق ذات كفاءة متميزة من كوادر صحية مختلفة سواء في مجال التمريض أو الصيدلة أو فني الأجهزة والمختبرات وبقية التخصصات الفنية الأخرى، والعاملين في نظم السجلات الصحية والتغذية، وتقنية المعلومات وأخصائي التغذية والعلاج الطبيعي.
وأكد أن الوزارة تولي الكفاءات الوطنية أهمية كبيرة من خلال التدريب والإيفاد والابتعاث وإبرام الاتفاقيات مع الجامعات المحلية والعالمية، واعدا أنه سيبذل مع كافة قيادات الوزارة جهودا مضاعفة بروح الفريق الواحد للارتقاء بمستوى التدريب والتطوير للكوادر الصحية التابعة للوزارة أو على المستوى الوطني، مشيراً إلى أنه سيتم استحداث عدد من البرامج المتعلقة بالصيدلة والتغذية والمختبرات وكذلك تطوير الكادر التمريضي وإعداد قيادات التمريض، بالإضافة إلى مشاريع تطوير أداء الكوادر التقنية وتدريبهم على استخدام الأجهزة الطبية الدقيقة والمتطورة، فضلا عن برامج التثقيف ومكافحة سوء التغذية.
وبين: "من الضروري تهيئة الظروف المساعدة للكوادر الصحية لتحقيق التكامل والانسجام بين تلك الكوادر، من خلال الاستثمار في تنمية بيئات عمل مناسبة ومحفزة لتنمية شخصيات الكوادر الصحية وتعزيز جانب المبادرة والتعلم الذاتي لديهم وتعميق أخلاقيات العمل بما يعينهم على تقديم الرعاية الصحية للمرضى والمراجعين بالمستوى الجيد والمأمول".
واعتبر الوزير أن هذا المنتدى يأتي تأكيدا على حرص الوزارة على توفير بيئة عمل ملائمة يتم من خلالها تبادل الأفكار والمعلومات واستعراض أفضل التجارب العالمية والتعرف على أحدث المستجدات التنظيمية والتقنية للارتقاء بمستوى الرعاية الصحية، مؤملا أن يخرج المنتدى بنتائج وخبرات تسهم في تطوير الخدمات الصحية وفق تطلعات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد يحفظهم الله، وتلبي الاحتياجات الصحية لكل من يقيم على ثرى هذا الوطن، شاكراً الحضور والمشاركين في المنتدى، والمنظمين على ما بذلوه من جهد وحسن تنظيم.
وأجاب وزير الصحة على أسئلة الإعلاميين؛ حيث قال ردا على سؤال حول استعانة الوزارة في المرحلة المقبلة بالخبرات العالمية في المجال الطبي قائلاً: "الوزارة تستعين دائما بالخبرات الطبية المتميزة سواء من الداخل أو الخارج لكن الأولوية في المقام الأول هي للكوادر الوطنية، وقد أعلنت الوزارة اليوم عن توفر ما يقارب 8 آلاف وظيفة شاغرة للسعوديين، وعند الحاجة ستعمل الوزارة على استقطاب الخبرات من الخارج".
وحول مشروع إعادة هيكلة وزارة الصحة، أكد أن هناك استراتيجية طويلة المدى ما زالت تحت الدراسة وسوف تعلن في حينها، ويتم العمل حاليا على تعزيز القدرات وفق الهيكلة الحالية والكادر البشري الموجود، بالإضافة إلى استكمل المشاريع الجاري تنفيذها حاليا، والهدف كما قال هو الرقي بالخدمات الصحية على المدى البعيد.
وكان حفل افتتاح منتدى وزارة الصحة للخدمات الطبية المساعدة الثاني تحت شعار(التوجهات الحديثة الأفضل للخدمات الطبية المساعدة)، قد بدأ بالقرآن الكريم ثم ألقت وكيلة الوزارة للخدمات الطبية المساعدة الدكتورة منيره العصيمي كلمة ترحيبية بالوزير على حضوره وتشريفه للمنتدى، كما رحبت بالمشاركين والحضور.
وأبدت "العصيمي" سعادتها، بإقامة المنتدى الثاني تحت رعاية وزير الصحة المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح كأولى المناسبات الداخلية في الوزارة التي يحضرها الوزير الجديد، مشيرة في كلمتها إلى أن هذا المنتدى يأتي امتدادا للمنتدى الأول الذي اقيم العام الماضي وركز على المستجدات في الخدمات الطبية المساعدة وتم الاعتماد في ذلك على الممارسين الصحيين، فيما يأتي المؤتمر هذا العام لاعتماد التوصيات التي تمت في منتدى العام الماضي.
وشهد الحفل تكريم وزير الصحة للمتحدثين في المنتدى والمشاركين، كما تسلم درعا تذكاريا من الوكالة المساعدة للخدمات الطبية المساعدة، كما تم تكريم وكيل الوزارة للخدمات العلاجية الدكتور طريف الأعمى، بالإضافة إلى تكريم عدد ممن خدموا في مجال التمريض.
يذكر أن المنتدى يتحدث فيه على مدى ثلاثة أيام، عدد من الخبراء في مجال الخدمات الصحية من الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية، بالإضافة إلى متحدثين من المملكة العربية السعودية.