ابتلعت إحدى حفر وادي بيش طفلاً، أمس، قضى فيها غرقًا؛ في ظل تغافُل الجهات التنفيذية المختصة بمنطقة جازان عن إحدى الشركات التي تعمل في مجال نهل الرمال. وكانت "سبق" قد رصدت مخالفة هذه الشركة، في السادس والعشرين من صفر في العام الحالي؛ حيث تجاهلت الشركة توجيهات إمارة جازان فيما يخص نهل الرمال بعرض الوادي؛ بينما لم تتخذ إمارة منطقة جازان أو الدفاع المدني بمنطقة جازان، أي تحرك للتجاوب مع شكاوى الأهالي عبر "سبق"، من خطورة تلك الحفر.
وكانت فرقة الغوص بالدفاع المدني بمحافظة بيش، قد انتشلت، مساء أمس، جثة طفل يبلغ من العمر 11 عاماً، سقط في إحدى الحفر التي خلّفتها شركة لنهل الرمل جنوب الطريق المؤدية إلى قرية بيش العليا.
وقال المتحدث الرسمي باسم مديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان الرائد يحيى القحطاني: إن غرفة العمليات بإدارة الدفاع المدني في بيش، تلقّت بلاغاً عن سقوط شخص في مستنقع للمياه خلّفته مياه السيول.
وأضاف أن فرقة الإنقاذ والإسعاف وغوّاصين، باشروا الموقع مع الهلال الأحمر والشرطة، وتم انتشال الغريق ونقله لمستشفى بيش العام، وتم تسليم الحادث للشرطة.
وكان أهالي بيش العليا، قد فُوجئوا بوجود عدد كبير من المعدات الثقيلة على مداخل القرية ووسط الطريق المؤدية إلى مدينة بيش؛ حيث تقوم تلك المعدات بأخذ كميات كبيرة من رمال وادي بيش، وبالقرب من التجمع السكاني للأهالي على مجرى الوادي، الذين أبدوا مخاوفهم مما قد تُشَكّله هذه الحفر على الأرواح؛ لقربها من أماكن لعب وتنزّه الأهالي وأماكن رعي الماشية.
وقال شيخ القرية، الشيخ علي قاسم المش، في حينها ل"سبق": "خاطبنا العديد من الجهات الحكومية للتدخل في منع هذه المعدات من إحداث الخطر على الأهالي بهذا التصرّف؛ حيث أصدرت بعض الجهات، من ضمنها الدفاع المدني، توجيهاً بإيقاف تلك المعدات، وإنهاء العمل بالموقع، مع خلوّه من اشتراطات السلامة، ولتشكيله خطراً على حياة المواطنين".
وأضاف: "الشركات القائمة على مشروع الحفر لم تستجب لتلك التحذيرات والإنذارات الموجّهة من قِبل الدفاع المدني، ومن قِبل إحدى اللجان التي شُكّلت من المحافظة؛ للوقوف على الموقع وإيقاف الحفر بالموقع، وقامت باستكمال عملية الحَفْر بعد توقفها عن الحفر بأحد المواقع؛ وذلك بسبب خروج كمية من المياه بالموقع؛ ليتم الانتقال إلى موقع آخر أشد خطراً على الأهالي واستكمال عملية الحفر فيه".
وأردف "المش": "تلك المواقع السكنية والمجاري المائية ينبغي أن تكون خالية تماماً من أي حفر، ويمكن لتلك الشركات الحصول على الرمال من مواقع أخرى لا تشكّل خطراً على أرواح المواطنين".
وطالَب أمير جازان بالتدخّل لمنع هذه الشركات عن القرية، وردم تلك الحُفَر قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه.