لا تزال ظاهرة نهب الرمال على مستوى محافظة بيشة تنتشر بشكل كبير ومخيف للغاية على ضفاف الأودية، خصوصا في وادي بيشة ووادي تبالة، التي تحولت إلى مناطق خصبة لأصحاب تلك الحفر للنهب الذي بسببه تستنزف كميات هائلة من الرمال، ما ينذر بوقوع كارثة كبيرة بالأراضي المحاذية لتلك الأودية، والتي بدأت مساحاتها في تقلص مستمر وكذلك على أرواح البشر لأنها غيرت في مجاري الأودية. «عكاظ» رصدت أراء الأهالي حول هذا الموضوع، حيث أبدى عائض مسيم السعدي قلقه الشديد من استنزاف الرمال من بعض المواقع والأودية، خصوصا في الثنية والباطن، لما تشكله من مخاطر على السكان وسالكي الطرق، ولما تحدثه من إضرار في الأرض ومكوناتها الطبيعية، معتبرا أن الحفر الجائر يمثل خطرا بيئيا يصعب علاجه لأنه بات يحاصر منازلهم من كل جانب ويهدد حياة السكان والمساكن. من جانبه، قال جري سعد السعدي إن تعدي بعض المقاولين على الوادي واستمرارهم في استنزاف الرمال لم يعد أمرا غريبا، فقد تعودنا على مشاهدة معداتهم ليلا ونهارا، في ظل انعدام الرقابة من الجهات المعنية. وأضاف أن أهالي قرية الباطن تقدموا بشكوى بعد وفاة شابين من القرية غرقا في إحدى هذه الحفر، إلى محافظ بيشة الذي وجه خطابا إلى رئيس مركز الثنية للوقوف على القضية ومعاقبة المعتدين على تربة الوادي، ولكن للأسف الجهات الحكومية المختصة في بيشة والثنية لم تعط تلك الأوامر أي أهمية.أما دخيل مفلح السعدي فقال إن عددا من أصحاب الشيولات وكذلك المقاولين، يقومون بتحميل كميات كبيرة من الرمال بشكل يومي بغرض استخدامها في المشاريع التجارية، غير مبالين بالآثار البيئية وبسلامة الأهالي جراء الخنادق والحفر التي تتسبب بها وتهدد بانهيارات أرضية. وأهاب بالدوريات تكثيف الرقابة وتطبيق الإجراءات الرادعة ضد المخالفين لحماية البيئة والنفس، وفرض عقوبات وغرامات مالية بحقهم. احتجاز 60 قلابا أكد رئيس مركز الثنية سعيد بن عطيان الأكلبي ل«عكاظ» إيقاف أصحاب الحفر لعدم نظاميتها. وأضاف «خاطبنا محافظ بيشة بطلب إيقافهم، حيث تم احتجاز 60 قلابا يستخدم في تحميل الرمال وإعطاء مخالفات لأصحابه». وتابع قائلا «خلال الأسبوع الماضي وجهنا عدة خطابات للدفاع المدني والشرطة بالمراقبة على الحفر وتحرير مخالفات وتعهدات على المخالفين للمرة الأولى، وإن تكررت تلك المخالفات يتم الرفع لمحافظ بيشة للنظر في وضعهم».