يشكل جرف التربة في أودية جازان، قلقا بالغا لأهالي القرى الذين يعتقدون أن هذا العمل من قبل عدد من الشركات المختصة، هو السبب في تهديد منازلهم بمياه السيل. وفيما تتواصل عمليات الحفر في أكثر من موقع، أكد الأهالي أن ما يزيد الطين بلة هو تدخل البعض بوضع عقوم ترابية تحجز مياه السيول مما يجعلها والمستنقعات التي تكونها حفريات الشركات، تتجه إلى المنازل والممتلكات فتجرفها. بين محمد عطيف وأحمد عبدالله أن هناك أفرادا وشركات لا هم لها إلا الكسب من خلال بيع تربة الأودية، مما يتسبب في ازدياد عمق تلك الأودية وتكوين عقوم ترابية كبيرة تنذر بكارثة تهدد المنازل والأهالي. وأشاروا إلى أن الأهالي رفعوا شكوى وطالبوا بإيقاف الحفر وإزالة الأسباب التي تهدد السكان وممتلكاتهم في تلك القرى، لكن الأمر المستغرب يتمثل في تجاهل الجهات المعنية لهذه المخالفة التي تهدد بكارثة، دون أن تفعل شيئا، ليستمر استنزاف تراب الأودية. وتساءلوا: لماذا تقف تلك الجهات موقف المتفرج؟ ولماذا تتخلى عن مسؤولياتها حتى تقع الكارثة؟ ولماذا لا تعمل بمبدأ الوقاية ومنع أسباب الكوارث قبل وقوعها؟ وأشار عبدالرحمن عطيف وهادي إلى أن حفريات الشركات حولت عددا من المناطق الجبلية إلى حفريات بعمق 20 مترا، مما يؤدي إلى تجمع مياه الأمطار بها، وتصبح خطرا يهدد الأهالي، مضيفين أن عددا من الشركات تلجأ إلى الحفريات دون أخذ تصريح من الجهات الرسمية، مضيفا أن الوضع في عدد من الأودية أصبح مخيفا ولا يطاق في ظل غياب الموقف الصارم من الجهات الرسمية، واستمرار بائعي البطحاء في استنزاف التربة، ما أحدث حفرا غائرة وعقوما كالجبال تنذر بكوارث على الأفراد والثروة الحيوانية. جرف فيفاء وفي فيفاء لا يختلف الحال عما هو في القرى الجنوبية، إذ إن «البطحاء» تشكل ربحا وفيرا للكثيرين الذين لا تهمهم إلا الأرباح الشخصية، في وقت تعد الأودية الموقع المفضل للكثير من الأطفال. أحد الأودية في جوة آل شراحيل بفيفاء تحول إلى حفريات ومستنقعات كبيرة تتجمع فيها السيول وتشكل خطرا على الجميع. وطالب المواطنون في الجوة بمنع المؤسسات العاملة هناك من التمادي في جرف رمال الوادي والاتجار فيها وتحديدا تحت جسر الجوة الذي أصبحت الحفريات فيه تشكل خطرا حتى على الجسر نفسه. وأشار السكان إلى أن بعض أصحاب بعض الشيولات يقومون ليلا بجرف الرمال وتحميلها بواسطة القلابات ونقلها لمواقع أخرى استعدادا لبيعها، والبعض يقوم بالتحميل في الصباح دون خوف من حسب أو رقيب. وقال ماطر الشراحيلي: «أصبحت هذه الحفر أماكن لتجمعات المياه الراكدة وخطرها لا يقتصر على المواطنين فقط، فالحيوانات تقصد الوادي وتعلق داخل هذه الحفر وتتعفن وتتسبب لنا في مشكلات بيئية أخرى بالإضافة إلى أن بعض العمالة يحولون مجاري الوادي لتصب في هذه الحفر وتساعد في تلويث الوادي». وناشد محمد شبان بسرعة إيقاف هذه الجرافات والشاحنات والجهات المؤسسية التي تعمل على جرف الرمال من الوادي. يشار إلى أن إمارة جازان قد حذرت في توجيهات صريحة وحازمة لمحافظي المحافظات والجهات الحكومية ذات الاختصاص بضرورة التصدي لأي محاولة من الأفراد أو المؤسسات لجرف الأودية ومجاري السيول وتقنين نهل الرمال وفقا للمعايير والاشتراطات المنصوص عليها نظاما. وأكد المتحدث الرسمي لإمارة المنطقة علي بن موسى زعلة أن سمو أمير المنطقة قد وجه في وقت سابق بتشكيل لجنة رئيسية بديوان الإمارة ولجان فرعية بكافة المحافظات بهدف تكثيف الرقابة الميدانية ومنع أي تعديات على بطون الأودية ومجاري السيول حماية للأرواح. الشركات لديها تصاريح أوضح ل«عكاظ» اللواء حسن القفيلي مدير عام الدفاع المدني بمنطقة جازان أن معظم الشركات التي تقوم بعمليات حفريات لديها تصاريح من قبل الجهات الرسمية، وأن التي ليس لديها تصاريح سوف يتم محاسبتها، مشيرا إلى أن الدفاع المدني يزيل العقوم الترابية التي تقع في مجرى السيول والتي تهدد حياة المواطن والمقيم.