خصّص إمام وخطيب جامع خالد بن الوليد بحي اللويمي بمحافظة بقعاء، الشيخ نايف بن محمد الزعيري، خطبة الجمعة أمس الأول عن "عاصفة الحزم" التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والتي شاركت فيها قوات الجيش السعودي بمساندة عدد من قوات الدول الخليجية والعربية، لضرب قواعد وأماكن وجود الجيش الحوثي، وشل حركته العدوانية، وإعادة الشرعية الدولية لليمن الشقيق. وقال "الزعيري" في خطبته: "دار اليمن أرض السكينة والوقار، والفقه والإيمان، هم أصل العروبة، ومن أرضهم تخرّج العلماء والفقهاء والأدباء، فأهله هم أهلنا، نحن منهم وهم منا، يؤذينا ما يؤذيهم، ويفرحنا ما يفرحهم، فهم أهل جوار، وللجار حقه وحرماته".
وأضاف: "لقد عانى أهلنا في اليمن أشهراً عصيبة عربدة العصابات الحوثية الرافضية، مساجد يُذكر فيها اسم الله تعالى تُخرّب وتُحرق، ومنازل متواضعة تؤوي أهلها تُدك وتُهدم، قصفٌ بالأسلحة الثقيلة والدبابات، ورجم عشوائي للمساكن والتجمعات، استهدافٌ وإرهاب، حصارٌ وإرعاب، وتهجيرٌ للنساء والأطفال والشباب".
وأشار إلى أن اليمن سُرق في وضح النهار من الأعداء، وأُغلقت دروب الإصلاح والحل السلمي، وضعفت قوة أهله، وقلّت حيلتهم؛ فاستنجدوا بإخوانهم المسلمين، واستنجدوا ببلاد الحرمين حكاماً ومحكومين، فجاءت "عاصفة الحزم" غاضبةً مضرية؛ لتُقلّم الأظافر الإجرامية، وبادرت بلادنا - وفقها الله - بأمر مليكها - سدّده الله - بنصرةٍ شهمةٍ شجاعة لأهل اليمن الأشقاء.
واستطرد: "جاءت عاصفة الحزم لتعيد الحق إلى أهله، ولتقطع اليد السارقة الغاصبة، فأرض اليمن إرثٌ إسلاميٌ عربيٌ أصيل، وليست أرضَ شركٍ وشتمٍ لأصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ولا أرضَ ولاءٍ لأهل الفرس وعبدة القبور".
وتابع: "جاءت عاصفة الحزم حارقةً خاطفة لتقول بلسان الحال إن الفارق بين العز والهوان قرارٌ يُتّخذُ في ثوانٍ، وإن المسافة بين المجد والعار ثباتٌ أو فِرار". مؤكداً أن "عاصفة الحزم" جاءت حازمةٌ غاضبة، وليست ناتجة من طيشٍ أو تهوّر، ولا تحركها مصالح أو أطماع، وإنما حرّكتها النخوة العربية والضمير الحي.
وأوضح أن "عاصفة الحزم" هي رسالةٌ للدولة الإيرانية الصفوية وأذنابها بأن دول الإسلام لا تسمحُ بتغلغلٍ صفوي قادم، وأن بلاد الحرمين ومن معها تملك من القدرة السياسية والعسكرية ما يجعلها تحمي أرضها وإرثها وتفرض موقفها ورأيها.
وقال "الزعيري" في آخر خطبته:"نعم، هي عاصفةٌ مؤلمة، ولكن ما أحلى الألم إذا تولّدت منه العافية. فشكر الله لبلاد الحرمين ومن أيّدها واصطفّ معها في موقفها العادل. ولعل هذه المبادرة تعقبها مبادراتٌ للاتحاد، ولملمة الصف نصرةً للمظلوم، وتصدياً لكل ظاهرةٍ صفويةٍ متربصة".
وختم محذراً من تناقل الشائعات، وداعياً إلى التوبة والاستغفار، وإصلاح الحال، وتصحيح المسار والثبات على ذلك، والدعاء للمرابطين وتشجيعهم، ودعا الله أن يحفظ لبلادنا أمنها واستقرارها تحت قيادة ولاة أمرها- حفظهم الله- بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.