"52 تحت الصفر"، درجة حرارة يظن البعض أنه لا يمكن للكائنات الحية أن تعيش فيها، لكن هناك مدينة بالفعل يقطنها بشر في تلك البرودة القارصة التي قد لا يتحملها بعضنا. وللإجابة على تساؤلات مثل "أين توجد أكثر المدن برودة في العالم؟ وكيف يعيش سكانها؟ وكيف يتأقلم أولئك على درجات الحرارة القارصة تلك؟"، ذهب المصور النيوزلندي "آموس تشابل" إلى المغامرة المصورة التي نشرها على موقع "ماي مودرن ميت".
وتعد مدينة "أويمياكون" هي "أكثر مدينة برودة في العالم" وتقع في روسيا بمقاطعة "ياقوتيا" على بعد 350 كيلومتراً فقط من الدائرة القطبية الشمالية.
وترجع تسمية "أويمياكون" إلى أن الاسم يعني "النهر الذي لا يتجمد"؛ لأنه رغم البرودة الشديدة في ذلك المكان إلا أن الماء فيه لا يتجمد إلا عند درجة حرارة 52 درجة تحت الصفر، فيما يعيش السكان في معظم الأوقات في درجة حرارة 40 تحت الصفر، وبعض الأوقات إلى 72 درجة تحت الصفر في فصل الشتاء و50 درجة تحت الصفر في فصل الصيف.
ورغم أن "اويمياكون" مدينة ليست بها حياة تقريباً ويقطنها 500 نسمة فقط، إلا أنها تستمد معظم مواردها واحتياجاتها من مدينة "ياكوتسك" المجاورة لها والنابضة بالحياة، والتي تتسم برواج اقتصادي كبير؛ بسبب وفرة الموارد الطبيعية بها مثل الماس والنفط والغاز.
وقال المصور النيوزلندي عن المدينة: "صدمت من هول ما رأيت.. الشوارع خالية تماماً، ويبدو أنهم اعتادوا على هذا البرد والحياة تسير على ما يرام".
وتابع "كانوا حذرين جداً من البرد، والكل مستقر بمنزله يعيش على تناول الشحوم والأكلات الدسمة التي تساعد على التدفئة، ويقتات عدد منهم حتى الآن على صيد الآيائل التي لا تزال ترعى في تلك الأماكن".
والتقط تشابل مجموعة من اللقطات لتماثيل متجمدة لمؤسس الدولة السوفيتية "فلاديمير لينين"، وعدد من التماثيل الأخرى التي تخلد ذكرى الحرب العالمية الثانية، ولقطات أخرى من مدينة "ياكوتساك" حيث المصانع والسيارات التي تخفف أبخرتها وأدخنتها من برد الشتاء القارص.