بلغ إجمالي عدد الزائرين لفعاليات مهرجان الحارة المكية 2 قرابة خمسين ألف زائر في الأسبوع الأول من المهرجان الذي تنظمه أمانة العاصمة المقدسة. وتنوّع الحضور ما بين الرجال والنساء والأطفال، إلا أن الإقبال الأكبر كان للعوائل؛ للتعرف على التراث المكي القديم، وقضاء أوقات جميلة في مقر الحارة التي صُمّمت خصيصاً لاحتضان المهرجان بموقف حجز السيارات على طريق مكة- جدة.
ومن جهته أبان مساعد أمين العاصمة المقدسة للعلاقات العامة والاتصال الدكتور سمير بن عبدالرحمن توكل حرصهم الكبير على التجديد في فعاليات النسخة الثانية للمهرجان بعد نجاح الأولى، من خلال بناء الحارة المكية على مساحة أوسع، إضافة للتوسّع في فعاليات المهرجان بحيث تشكّل الأكثر جاذبيةً وطلباً.
وأكد "توكل" أن الأمانة درست النسخة الأولى، وحاولت تلافي السلبيات والتركيز على الفعاليات الأكثر حضوراً وجاذبية؛ للتوسع فيها بالنسخة الثانية.
ولفت إلى استعانتهم بمؤرخين ومثقفين من كبار السن في مكةالمكرمة؛ لتصميم الحارة بشكل يشبه إلى حد كبير الحارة المكية خلال مائتي عام مضت، مشيراً إلى أن المهرجان ينقل الزائرين إلى حياة أهالي مكةالمكرمة قديماً في مختلف النواحي الاجتماعية، بدءاً من المأكولات الشعبية وإبراز أسواقها القديمة، والمهن والحرف التي عملوا بها، كالعطار وبائع التمر وبائع التميس وبائع السمن والحداد والنجار وصانع الأحذية وبائع السوبيا... وغيرها من المهن التي تعتمد على الأعمال اليدوية غالباً، والتي لم نعد نراها في الوقت الحاضر إلا نادراً.
وأفاد "توكل" أن الزائر للحارة المكية يشعر بالأجواء الحقيقية التراثية من خلال مسرح الحارة الذي يقدّم بعض المجسات والوصلات الشعبية التراثية الحجازية الأصيلة مع بعض الرقصات، مما يُشعر الزائر بالانسجام صوتاً وصورةً.
وخصّصت الأمانة مرسماً خاصاً للأطفال؛ ليُظهروا فيه مواهبهم في مجال الفن التشكيلي، إضافة لمعرض للرسومات التشكيلية لكبار تشكيليّي وتشكيليّات مدينة مكةالمكرمة، إضافة لمعارض للتصوير الفوتوغرافي، كما حرصت الأمانة على إيجاد ركن خاص يُشرف عليه موقع "قبلة الدنيا" يهتم بالجانب الثقافي والأدبي والشعري لمكةالمكرمة تاريخياً.
وشدّد "توكل" على أن المهرجان مفتوح لأهالي مكةالمكرمة والمعتمرين والزائرين من خارج المدينة؛ ليطلعوا على تراث أطهر بقاع الأرض، مبيناً أن المهرجان نُظّم من قبل الأمانة، وتولى الإشراف عليه إدارة السلامة والخدمات الاجتماعية.
وأشار مدير عام السلامة والخدمات الاجتماعية والثقافية المهندس محمد طه بن إبراهيم فقيه إلى أن المهرجان يهتم بعرض بعض تاريخ مكةالمكرمة في أحيائها قبل 100 عام، والذي يوضح للزوار تفاصيل الحارات المكية في تلك الفترة كمركاز العمد، والبرزات وتصميم المباني القديمة، والمحلات التجارية في تلك الفترة وكيفية البيع والشراء فيها، وعرض للألعاب الشعبية والتجمعات والزيارات العائلية التراثية.
وأضاف: "حرصت الأمانة على توفير وسائل الترفيه في الموقع لأطفال الزوار والمرتادين للمهرجان الذي يمتد لثمانية عشر يوماً، وأماكن خاصة للجلوس لمشاهدة العروض الشعبية الخاصة بالمهرجان، والتي كانت تميّز مكة قديماً، كما تم توفير مطاعم توفّر المأكولات الشعبية للزوار وعرض كيفية تجهيزها فيما مضى، وتبرز الحارة الموروث المكاوي كالتراث العمراني في الحارات القديمة، والمشغولات اليدوية التي تحيكها العائلات قديماً، كما تتضمّن الحارة المكية نماذج للبيوت المكية والمقاهي الشعبية والدكاكين الصغيرة والحكواتي والمسهراتي وبعض السيارات القديمة التي كانت تُستخدم في تلك الفترة وبيت مكة والمتحف التراثي وفن العمارة المكية، وركن الخطاطين وركن الفنانين التشكيليين والكتاتيب.
يُذكر أن أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار قد افتتح فعاليات "الحارة المكية 2" والمقامة خلال إجازة الربيع في مواقف حجز السيارات طريق جدةمكة السريع ويمتد لمدة أسبوعين، وتنظمه سنوياً أمانة العاصمة المقدسة متمثلة في الإدارة العامة للسلامة والخدمات الاجتماعية والثقافية إدارة الثقافة والتراث العمراني.