يستقبل سوق "الخوبة"، صباح اليوم السبت، لأول مرة، المتسوقين بعد أن كان يستقبلهم كل خميس منذ مائة عام من عمر السوق الأكثر شعبية في منطقة جازان؛ ذلك بعد توجيه أمير منطقة جازان محمد بن ناصر بتغيير موعده بعد مطالبات الأهالي والتجار. ومع تغيير الموعد ما زال سوق "الخوبة" الأسبوعي محافظاً على مكانته الاقتصادية من بين الأسواق والمولات التجارية الحديثة في منطقة جازان، محتفظاً بقيمته الشعبية والتراثية بين الأسواق الأسبوعية الشعبية المنتشرة بين محافظات المنطقة كافة؛ ليعزز اقتصاد المنطقة.
ورصدت عدسة "سبق"، صباح اليوم السبت، زحمة المتسوقين في جنباته وتنوع المعروضات من مقتنيات شعبية وتراثية، حتى بدا السوق وكأنه معرض حيّ لتراث منطقة جازان من خلال معروضات تنوعت بين أدوات وأوانٍ فخارية وخزفية ونباتات عطرية وأقمشة وملابس تقليدية شعبية والسمنٍ البقري الخالص والعسل بأنواعه بشكل أسبوعي بطريقة عرض تجعل من تلك المعروضات لوحة فنيّة لتاريخ المنطقة العريق وتظاهرة اجتماعية فريدة وحدثاً اقتصادياً بارزاً.
ويجد الزائر لسوق الخوبة الفرصة سانحة لمعرفة تاريخ المنطقة وتراثها وماضيها التليد من خلال تلك المعروضات التي تقف شاهداً حياً ورمزاً لثقافة الإنسان قديماً، فيما يستطيع المتسوقون أن يقتنوا الميفا، والحيسية، والمطحنة، والجرة، والفناجين الطينية، والصحفة، والجبنة، والمهجان، والزنبيل، والقعادة، وأن يبتاعوا السمن، والعسل، والموز، والبن، والهيل، والبهارات، والمصانف والمقاطب "المآزر" والحنّاء وغيرها من الملبوسات وأدوات التجميل التقليدية.
وتضفي النباتات العطرية الفل والكادي والخطور والبعيثران والشيح التي احتلت ركناً بارزاً في سوق الخوبة، رائحة ذكية على السوق بأكمله؛ حيث تجد رواجاً واسعاً وإقبالاً كبيراً من المتسوقين، فلا يكاد باعة تلك النباتات يوافوا الطلب المتزايد عليها.
وعلى مدى تاريخه الطويل اكتسب سوق الخوبة شهرة واسعة ليس في منطقة جازان وحدها بل في مناطق المملكة كافة ومن الدول المجاورة، حيث يحظى السوق أسبوعياً بزيارات للمشترين والباعة من مختلف مناطق المملكة والدول العربية.