بحث وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، مع مفتي جمهورية لبنان الشيخ عبداللطيف فايز دريان، وأعضاء الوفد المرافق له الذي يزور المملكة حالياً، سبل دعم التعاوني الثنائي بين المملكة ولبنان في مجالات العمل الإسلامي المختلفة. جاء ذلك خلال المقابلة بمقر الوزارة أمس السبت، 28 من شهر صفر الجاري 1436ه، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان، علي بن عواد عسيري، وسفير جمهورية لبنان لدى المملكة، عيسى عبدالستار، وعدد من المسؤولين في الوزارة.
ورحب وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمفتي لبنان والوفد المرافق له، مشيراً إلى أن هذه الزيارة لها معاني كبيرة، ومدلولات عميقة لا يمكن أن نأتي على تفصيلاتها، ومعانيها إلا إذا استشرفنا المستقبل بما يخدم هذا الدين العظيم وفق ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وما فهمه علماء الأمة منهما.
وأكد أن الإسلام بحقائقه وأسسه ومعانيه جاء رحمة للعالمين، واشتمل على الخيرات والفضائل وجميع ما يصلح البشرية في كل زمان ومكان، وإن المملكة العربية السعودية قامت منذ تأسيسها على يد الملك العادل المؤسس الصالح الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه سارت على هذا النهج، وهذا القرآن وانتظمت لحمتها ووحدتها انتظاما قلَ أن تجد مثله لأنها انطلقت واقعياً من حياض هذا الدين، وكل ما جاء فيه لإسعاد البشرية.
وأضاف، وسار أبناء الملك عبدالعزيز على طريقه وأسلوبه في تغذية وتنمية كل ما له علاقة بالإسلام والمسلمين، حتى وصلنا إلى هذا العهد الزاهر عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعزه الله وأطال عمره على طاعته يعاضده ويسانده سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود حفظهم الله حيث رأى العالم أجمع وطن متميز بكل معطياته وجميع اتجاهاته نحو الأمة، بما يرسي ويرسخ مفاهيم الإسلام بحكمة واقتدار، وفق الوسطية والاعتدال والتعايش مع جميع الأطياف مسلمين وغير المسلمين.
وأبان الوزير الدكتور سليمان أبا الخيل، أن خادم الحرمين الشريفين وفقه الله دائماً يدعو إلى جمع الكلمة، ورأب الصدع وتحقيق مبادئ السلم والسلام وفق رؤية واضحة تعتمد الصراحة، والصدق، والإخلاص في الطرح والمعالجة جعل المملكة مأوى أفئدة المسلمين، مؤكداً أن المملكة تحقق أشواطاً بعيدة على الصعيد الإقليمي والدولي والإسلامي حتى أضحى خادم الحرمين الشريفين رجل المرحلة وحققت المملكة في عهده كثيراً من الأوسمة والجوائز.
واعتبر أن زيارة مفتي جمهورية لبنان، للمملكة تعتبر فألاً حسناً، وأمراً ستتحقق فيه نتائج طيبة ومتميزة سواء ما يتعلق بالمملكة وعلاقاتها مع لبنان أو على مستوى العالم من خلال هذه الوزارة، ودار الإفتاء بلبنان، والتي تأتي في سياق دعم الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتوجيهاته المستمرة في الاتصال، والتواصل والتحاور والتشاور وتبادل الثقافات.
ومن جانبه أعرب مفتي لبنان عن سعادته بزيارته للمملكة كأول بلد عربي وإسلامي يزوره بعد تقلده مهام منصب الإفتاء في لبنان، مؤكداً أن للمملكة العربية السعودية مكانة كبيرة في قلوب المسلمين لأنها دائماً هي الداعمة باستمرار للشعوب العربية والإسلامية، كما أعرب عن شكره إلى الوزير الدكتور أبا الخيل، على دعوته لزيارة المملكة رافعاً الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، على ما قدمه ويقدمه باستمرار للبنان، داعياً الله سبحانه وتعالى أن يحفظ للمملكة أمنها واستقرارها.
وأكد أن زيارته للمملكة وأعضاء الوفد تأتي لتوكيد التواصل والعمل المشترك بين دار الفتوى ووزارة الشؤون الإسلامية من ناحية، ولنقول من ناحية أخرى باسم المسلمين في لبنان وجميع اللبنانيين شكراً خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، شكراً على كل المبادرات الأخوية تجاه لبنان وتجاه الشعب اللبناني، حيث وقفت المملكة مع لبنان طوال الأزمات التي تعرضت لها إضافة إلى ما يقدم من أجل المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وفي نهاية كلمته، أعرب مفتي لبنان عن أمله أن تكون هذه الزيارة زيادة لتطوير التعاون بين دار الإفتاء في لبنان ووزارة الشؤون الإسلامية بتوقيع اتفاقية تعاون في كل المجالات التي تتعلق بالوزارة والأمور التي ترعاها دار الفتوى وخصوصاً في مجال تنمية الأوقاف، والاستفادة من تجربة المملكة في هذا المجال، وتنسيق العمل في مجال الاهتمام بالشؤون العامة بالمسلمين في لبنان وفي الدول الأخرى، والعمل على إنقاذ الشباب المسلم من الضياع الذي يغرر به من جماعات لا تعرف عن الإسلام شيئاً.
وفي نهاية المقابلة قدم وزير الشؤون الإسلامية هدية لمفتي جمهورية لبنان عبارة عن نسخة من المصحف الشريف، ودرع الوزارة، كما قدم نسخاً من القرآن الكريم لأعضاء الوفد المرافق.