تابع الكثير من وسائل الإعلام العالمية حج هذا العام في السعودية بكل تفاصيله، وسط مخاوف من حمى "إيبولا" التي اجتاحت إفريقيا، وبدأت تصل إلى الغرب مع ظهور أول حالة في أمريكا في مدينة دالاس، حيث أدى إلى استنفار غير مسبوق للأجهزة الأمنية والصحية، وحجرت السلطات هناك على الفور على 50 حالة مشتبه بأنها مخالطة للحالة المريضة. وتحدثت الأسيشوتد برس عن الحالة الإيمانية الكبيرة التي ظهر بها حج هذا العام بالقول: "نحو مليوني مسلم تجمعوا على تلال بالقرب من مكة في المملكة العربية السعودية في عمل من أعمال الإيمان والتوبة. وخلال هذه اللحظات الروحية والعاطفية بكى الرجال والنساء في جبل عرفات، حيث ارتفعت أيديهم بالصلاة والدعاء قائلين: "لبيك اللهم لبيك"، بمعنى: أنا هنا ياالله استجبت لدعوتك هنا، حيث يعتقد المؤمنون في هذا اليوم بأن أبواب السماء مفتوحة لإجابة الدعوات وطلب المغفرة".
وأضاف التقرير: "جميع الحجاج بغض النظر عن الثروة أو المكانة، يرتدون زياً موحداً عبارة عن ملابس بيضاء ترمز للمساواة خلال الحج. وتغطي النساء شعورهن ويرتدين ملابس فضفاضة، ويتخلين عن الزينة الأخرى لفصل أنفسهن عن الملذات الدنيوية والمظاهر الخارجية." وتابع التقرير: "قبل 1400 كان يعتقد بأن النبي - صلى الله عليه وسلم- ألقى خطبته الأخيرة أثناء الحج. ودعا للمساواة بين المسلمين، ودعا المسلمين إلى الوحدة، وذكّر المسلمين بحقوق المرأة وقدسية دمائهم وممتلكاتهم".
ولفت التقرير إلى أن "رحلة الحج تجمع المسلمين على اختلاف طوائفهم ومشاربهم بالصلاة جنباً إلى جنب في مكة، لكن ذلك لم يمنع من أن يلقي العنف الطائفي بين السنة والشيعة في العراقوسوريا وزنه على عقول الحجاج، بالإضافة إلى تحديات الجماعات المتطرفة وتنظيم داعش الذين يبررون أعمالهم الوحشية بأنها جاءت باسم الدين الإسلامي، مثل القتل وقطع الرؤوس".
ويقول الحاج نجم الدين الطرابيشي من سوريا: "لقد دمر تنظيم داعش بلادنا"، أما الحاج الكردي دلدار راشد فقد اعتقد أن الله سيقوم بعقابهم على الضرر الذي ألحقوه بهم، في إشارة إلى تنظيم داعش، مضيفاً "لقد دمروا العالم العربي والإسلامي وقدموا صورة سيئة عن الله وعن المسلمين".
من جهة أخرى قالت البي بي سي البريطانية: "مع مليوني حاج في السعودية يؤدون طقوس الحج على مدار خمسة أيام، هذا العام سيكون مختلفاً مع وجود فيروس إيبولا وفيروز ميرز". وأضاف التقرير أن "المملكة العربية السعودية قللت من المخاوف من وباء إيبولا بعد امتناعها عن تقديم تأشيرات دخول للحجاج القادمين من سيراليون وغينيا وليبيريا، وطالبت السلطات السعودية جميع الزوار بملء بطاقات الفحص الطبي وتفاصيل سفرهم خلال الأسابيع الثلاثة التي مضت قبل قدومهم للسعودية".
وذكر التقرير: "ليس إيبولا هو الهم الوحيد للسعودية، حيث فيروس ميرز الذي ضرب السعودية بأكثر من 700 إصابة وقتل ما مجموعه 319 شخصاً كان بينهم بعض من العاملين في المجال الصحي".
أما صحيفة "الجارديان" فقد تحدثت عن "أن المملكة العربية السعودية وضعت خططاً للطوارئ في حالة حدوث وباء إيبولا، حيث عمدت السعودية إلى نشر كوادر طبية في المطارات، وإنشاء وحدات عازلة استعداداً لأي طارئ . وتم نشر مئات من مسؤولي الصحة في المطارات الدولية، وأكثر من 22 ألفاً من الممارسين العاملين في مجال الصحي سيكونون موجودين في الحج. " وأضاف التقرير:"المسؤولون السعوديون يبدون حذراً للتحقق من الطائرات الأجنبية القادمة، حيث تم رصد 205 رحلات دولية عن كثب وفقاً لمسؤولي مطار الملك عبدالعزيز، وقد تم تخصيص صالات خاصة للحجاج القادمين من نيجيريا، وبعض الدول الإفريقية للتأكد من سلامتهم".
وكشفت الصحيفة عن أن 11 ألف حاج أمريكي خضعوا لفحوص طبية وأعطتهم السلطات الأمريكية توجيهات عليهم الالتزام بها في موسم الحج، مثل: التوجيهات الغذائية وسلامة المياه، واستخدام مانع للدغات البعوض وطارد الحشرات، واستخدام شفرات حلاقة خاصة. من جهة أخرى قالت "الديلي ميل" البريطانية: "أكثر من مليوني حاج قدموا من 180 دولة إلى المملكة العربية السعودية التي لديها أطهر بقاع المسلمين".
وأضافت الصحيفة: "عدد الحجاج لهذا العام بدا أقل نظراً للجهود الأمنية والحملات المتواصلة لمنع الحجاج غير النظاميين من دخول الأماكن المقدسة".
ووصفت الصحيفة جبل عرفة بعد أن صعد إليه الحجاج ب"الجبل الأبيض"، وأضافت في تقريرها: "اللون الأبيض يرمز إلى النقاء وإلى وحدة المسلمين، بغض النظر عن خلفياتهم ومشاربهم". ووصفته بأنه "أكبر تجمع إسلامي في العالم"، ورصدت العديد من القصص المصورة التي تحكي تفاصيل شعائر الحج.