يرى كتاب ومحللون أن التحالف الأخير للحرب على الإرهاب خاصة تنظيم "داعش"، يمثل رؤية دول المنطقة وعلى رأسها السعودية التي نادت بمثل هذا التحالف منذ عامين، واليوم فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الغربية هي التي تنضم لهذا التحالف الذي يحظى بتأييد واسع في المنطقة، وأن الدول التي تعارض هذا التحالف كروسياوإيران قد خسرتا الرهان في دمشق، وأن معادلة دولية جديدة تلوح في الأفق. وتحت عنوان "شكراً أوباما لانضمامك للتحالف" يقول الكاتب والمحلل السياسي عبدالرحمن الراشد في صحيفة "الشرق الأوسط": "الرئيس باراك أوباما سعيد بأنه بنى تحالفاً عسكرياً من عشرين دولة، بينها خمس دول عربية؛ لمحاربة تنظيم داعش، أحد الأصدقاء الأمريكيين علق بقوله إن الحقيقة أن الرئيس أوباما هو الذي انضم إلى التحالف وليس هم من انضموا إليه، أخيراً، فقد اقتنع بعد "لا" دامت عامين، وأعلن فجر الثلاثاء الهجوم على مواقع تنظيم داعش في سوريا".
ويضيف "الراشد": "في هذه الحرب توجد منافسة كبيرة بين الدول، حيث إن إيران كانت تود أن تكون هي الشريك الرئيس مع الولاياتالمتحدة في التحالف، وأعلنت تأييدها له في البداية، من أجل أن تؤمّن سلامة النظام السوري، وتدشن عهداً جديداً من العلاقة مع واشنطن يؤمن بنفوذها الإقليمي، ومن جانب آخر كانت السعودية، ودول الخليج، تريد أن تكون هي الشريك الرئيس مع الولاياتالمتحدة لقطع الطريق على إيرانوسوريا، وضمان التزام الغرب بمحاربة داعش.. بغض النظر عن التأييد الواسع الآن الذي جمعه أوباما، فالحكم سيكون على النتائج لاحقاً".
ويؤكد "الراشد" أنه لا انتصار في هذه الحرب إلا بتأييد وضم القوى السورية على الأرض، يقول "الراشد": "نحن من كان يناشد الرئيس الأمريكي التدخل، وهو من كان يمانع الفكرة، وها هي جميع الأطراف المتضررة من داعش تتفق على التحالف وتشترك في الهجوم. وسنلحّ بالقول على الرئيس أوباما إنه لن ينتصر في سوريا دون الحصول على دعم وتأييد ومشاركة القوى السورية، وتحديداً الجيش الحر والفصائل المماثلة".
وفي افتتاحيتها "الحرب على الإرهاب ومعادلة دولية جديدة" تؤكد صحيفة "الوطن" أن هذا التحالف ينشئ معادلة دولية جديدة تلوح في الأفق، بشراكة دول المنطقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، بينما في المقابل تخسر الأطراف المناوئة كروسياوإيران رهانها على نظام بشار الأسد في دمشق، وتقول الصحيفة: "هذا التحالف الدولي أحرج روسيا مثلما أحرج إيران؛ لأن الولاياتالمتحدة لم تكن وحدها المشارك والمساند في هذه الحرب، بل إن مشاركة دول المنطقة زادت من شرعية هذا التحالف، وأيضاً لأن ما اقترفته التنظيمات الإرهابية على الساحتين السورية والعراقية، من قتل وتدمير وتشريد، زاد من ضغوط الرأي العام في واشنطن وبعض العواصم الغربية بضرورة القضاء على هذا التنظيم وأشباهه من التنظيمات الإرهابية الأخرى، وما كان لأي من موسكو أو طهرانودمشق أن تتحرك لإيقاف الزحف على هذه التنظيمات؛ لأنها سترتكب أكبر خطأ سياسي وأخلاقي يتعلق بالأزمتين العراقية والسورية، وهي العواصم الثلاث التي تخدم أجندتها هذه المنظمات الإرهابية في العراقوسوريا؛ لأن هذه الأنظمة الثلاثة هي المستفيدة وحدها مما أحدثته هذه التنظيمات.. لذا لم يتبقّ لموسكو سوى التنديد ومحاولة تشويه صورة هذا التحالف والتشكيك في أهدافه".
وتؤكد افتتاحية "الوطن" أن هذه الحرب ستقضي على التنظيمات الإرهابية وتهيئ الأرض لإنهاء حكم بشار الأسد، تقول الصحيفة عن هذه الحرب: "إن كانت في المدى القريب تستهدف "داعش" وأشباهه في المنطقة، إلا أنها بعد القضاء على هذا التنظيم ستهيئ الأرضية المناسبة للجيش الحر والفصائل الوطنية المعتدلة في سوريا لتتخلص من نظام الأسد، ف"داعش" و"النصرة" وجيوب الإرهاب الأخرى أبادت الشعب السوري، وحاربت معارضته الوطنية نيابة عن نظام الأسد، وأصبحت أكبر عائق أمام تحرير سوريا من نظامها الوحشي. لذا فإن الضغوط التي كانت تمارس على أوباما قبل عامين وتثنيه عن المشاركة العسكرية في الشرق الأوسط قد زالت بالكامل. وبلا شك أن روسياوإيران قد خسرتا الرهان في دمشق، وأن معادلة دولية جديدة تلوح في الأفق، لكن بكل تأكيد: بعيداً عن الإرهاب".