في كل مرة يخطو المجتمع الدولي خطوة باتجاه تعزيز الأمن والاستقرار في سوريا وفلسطين والعراق.. تتخذ إيرانوروسياوسوريا إجراءات رافضة لإجهاض هذه التحركات بدون وجود أي مسوغ قانوني لذلك. ففي الأزمة السورية دعم الروس ومرجعيات قم، الجلاد الأسدي ضد الضحية السورية، واستمر هذا الدعم داخل أروقة الأممالمتحدة حتى دخلت الأزمة عامها الثالث، وأهلك النظام السوري المدعوم من الباسيج الإيراني وميليشيات حزب الله الحرث والنسل. وبالأمس القريب وبعد إعلان الرئيس أوباما الاستراتيجية الشاملة للتصدي ل«داعش» وعقب اجتماع جدة الإقليمي والذي وضع أسس التعاون الخليجي والعربي والدولي لمواجهة التنظيمات الإرهابية، وقبل أن يبدأ مؤتمر باريس والذي سيحدد الأطر والأدوار لكيفية التصدي لتنظيم «داعش»، بدأ محور الشر (روسيا، إيران، النظام السوري) في رفض التحالف الدولي للتصدي ل«داعش» بمزاعم واهية تكشف عن تورطهم في احتضان «داعش» ودعمه، إذ رفضت روسيا شن ضربات ضد «داعش» دون تفويض من مجلس الأمن، وبدون الحصول على إذن من النظام الأسدي البربري الفاقد للشرعية. والسؤال: هل ما تفعله موسكو من أعمال قمعية في القرم صدر بقرار من مجلس الأمن؟.. وهل هناك نظام شرعي أصلا في سوريا يمكن أخذ الإذن منه؟. نظام الأسد حذر من أي تدخل في أراضيه، زاعما أن ذلك سيكون اعتداء على سوريا ما لم توافق عليه دمشق. ويتضح جليا من موقف النظام الأسدي حرصه الشديد على عدم ضرب «داعش» والذي احتضنه وترعرع في بيته الهمجي، وتعلم من بربريته وساعده على النمو من أجل إضعاف جماعات المعارضة الأخرى. بينما سارعت إيران للتقليل من قدرة التحالف الدولي في التصدي ل«داعش» وهي التي دعمت إرهاب الأسد والحوثي في اليمن وميليشيات حزب الله في سوريا وميليشيات المالكي في العراق وإرهاب «داعش» في العراقوسوريا. إيران يجب أن تكون آخر دولة تتحدث عن القيم والمبادئ والأعراف الدولية، فهي بتدخلاتها في سوريا ودعمها للجلاد الأسدي وتدخلها الفاضح والواضح في اليمن والعراق ولبنان وبعض دول الخليج، أدت إلى زعزعة الاستقرار في هذه الدول. والمملكة التي استضافت المؤتمر الإقليمي والمخصص لبحث مكافحة الإرهاب في لحظة تاريخية ومصيرية تمر بها منطقة الشرق الأوسط والعالم، فللمرة الأولى شعر العالم أن الإرهاب الذي يضرب العراقوسوريا بات قاب قوسين أو أدنى من أن يصل إلى عمق أوروبا، واستشعر المجتمع الدولي التحذيرات المبكرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله من خطورة التنظيمات الإرهابية وضرورة التصدي لها، فالكل بات يدرك أن التحالف الدولي العربي مطلب استراتيجي لدحر «داعش». دقت ساعة الحقيقة، فلا أنصاف مواقف ولا أنصاف حلول، معركة واحدة من أجل اجتثاث تنظيم «داعش» الظلامي ومن بعدها اقتلاع إرهاب الأسد.