أكد نائب وزير التربية والتعليم "للبنين" الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ؛ على أهمية "لقاء تعليم القصيم" التي تعود لكوننا نحتاج إلى مزيد من معززات الانتماء للوطن، وما يشتمل عليه من ثوابت دينية واجتماعية، مع ما نعيشه من محيط مضطرب، وذلك خلال افتتاح لقاء التربية الوطنية الذي تقيمه وزارة التربية والتعليم ببريدة. وقال آل الشيخ إن تطلُّعَنا إلى تعزيز ولائنا بالدين والوطن والقيادة؛ يقودنا لأن ننظر إلى ما نملك من مناهج ومقررات تعنى بالتربية الوطنية إن كانت تقودنا إلى ذلك، مضيفاً أن الوزارة تتعامل مع ما يردها من ملاحظات تتضمن التشدد أو التفريط والانحلال عن النسق العام للسياسة التعليمية؛ بكل حزم وجدية.
وتحدث آل الشيخ عن كيفية تناول العديد من المفردات التي تحمل المعاني الكبرى، والدلالات الجامعة للهوية القومية والإسلامية التي لا تتعارض والوطنية.
وأشار إلى أن الهدف من اللقاء أن نخرج بتوصيات تجعل من مناهجنا وسيلة لإثراء وتعزيز الانتماء للوطن، وأن يكون المعلمون والمعلمات مصنعاً لأجيال صالحة نافعة فاعلة.
وختم حديثه بالثناء على ما وجده من إعداد جيد ومهني من قبل الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم، حول فقرات ومناشط اللقاء.
وكان لقاء التربية الوطنية الذي تقيمه وزارة التربية والتعليم ممثلة بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة القصيم؛ قد انطلق بحضور الدكتور حمد آل الشيخ، بالحديث عن عدد من متطلبات تكريس "الهوية الوطنية" ودور الميدان التربوي في تعزيز الولاء والانتماء للوطن وقيادته، وذلك صباح اليوم "الثلاثاء" في فندق موفنبيك القصيم بمدينة بريدة.
وبدأ افتتاح اللقاء بكلمة لرئيس قسم التربية الوطنية والاجتماعية في وزارة التربية والتعليم محمد بن علي الحصيني؛ ذكر فيها أن فكرة هذا اللقاء ضمن برامج ومشاريع قسم التربية الوطنية والاجتماعية بالإدارة العامة للإشراف التربوي للعام الدراسي 1436 /1435ه، مع الخطة التشغيلية للبرامج المركزية بوكالة الوزارة للتعليم "بنين- بنات"، متمنياً أن يكون لقاء القصيم لقاء وطنياً نخرج من خلاله بتوصيات ودليل إجرائي لإعادة النظر في إستراتيجيات، وأساليب، ووسائل تطبيق نشاط التربية الوطنية لتكون أكثر فاعلية، وهي فرصة كبرى وعظيمة بأن نرد للوطن جزءاً من واجباتنا نحوه.
وتحدث مدير عام التربية والعليم بمنطقة القصيم عبدالله بن إبراهيم الركيان؛ عن تشرف إدارته بتنظيم هذا اللقاء، متطلعاً في حديثه لأن يحقق لقاء القصيم ما يتطلع له المسؤولون في الوزارة، وما يرتجيه الميدان التربوي في المملكة، من تكريس للمفاهيم التربوية والوطنية، وجعلها سلوكاً معاشاً، يتمثله المواطن والمواطنة.
وفيما يخص الجلسات وورش العمل جاءت مشاركة الدكتور حسن الهويمل من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني؛ لتتناول "الهوية الوطنية ودور التربية والتعليم في تأصيلها" وتأكيده على أن السلطة السياسية والدينية والاجتماعية لها الأثر الكبير في تشكيل الهوية الوطنية، ودعا إلى وجوب "شخصنة" الهوية الوطنية وإبرازها.
كما تحدث الهويمل عن كيفية تكريس الهوية في نفوس الطلاب والنشء، ليحملوها متجلِّية واضحة وصافية، بعيدة عن الإرباك والتشويه، مشيراً الهويمل إلى متطلبات مادة التربية الوطنية؛ كي تبتعد عن كونها "مادة" وتلقيناً، إلى تكريسها "تربية وتثقيف".
وجاءت مشاركة الدكتورة دلال الحربي لتتحدث عن أهمية تغيير الصورة النمطية السردية للأحداث والتواريخ في حياة الملك عبدالعزيز في رحلة التوحيد والبناء للوطن العزيز؛ إلى القراءة الوجدانية والسلوكية، بطبائعها الأخلاقية النبيلة، وعرض ذلك بطرق متميزة للأجيال الحالية والقادمة.
عقب ذلك شارك الإعلامي والتربوي الدكتور سعود المصيبيح بورقة "التربية الوطنية.. نظرة مستقبلية"؛ استهدف فيها الكثير من الملاحظات الجوهرية التي تعيب مناهج التربية الوطنية في المناهج المقررة في وزارة التربية والتعليم، وأنها أقرب إلى زرع الإرباك والتشويه للهوية الوطنية في نفوس الطلاب والناشئة منه إلى غرسها وتكريسها وتعزيزها، بسبب ما تحويه من نقص.
وجاء ذلك عقب أن قام باستعراض بعض المناهج والمقررات المطبوعة، وتقليب صفحاتها أمام الحضور، والاستشهاد ببعض المفاهيم الكبرى في الثقافة الإسلامية؛ والتي لم تأخذ حقها في التعريف للطلاب في مدارس المملكة، كمفهوم ولي الأمر، ومفهوم الشورى، ومفهوم الدولة والوطن، وغيرها من المفردات التي تدور حولها الكثير من التعريفات والفهوم المتباينة.
وتحدث عضو مجلس الشورى السابق حمد القاضي في مشاركته "الوحدة الوطنية من منظور ثقافي واجتماعي"؛ عن كون وحدة المملكة لم تبن على أساس وحدة الأرض وتوحيد شتاتها الجغرافي فقط، بل كان لهذه الوحدة أبعادٌ ثقافية واجتماعية استندت على الثوابت الدينية والوطنية.