يتوجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، اليوم الثلاثاء، إلى الشرق الأوسط، في جولة تشمل خصوصاً الأردن والسعودية؛ بهدف بناء تحالف دولي لمواجهة مقاتلي تنظيم "داعش"، كما أعلنت وزارة الخارجية أمس الاثنين، فيما أوضحت الناطقة باسم الخارجية أن أكثر من أربعين دولة ستشارك بشكل أو بآخر في هذا التحالف ضد متطرفي "داعش" الذين سيطروا على مناطق في العراق وسوريا، ويأتي ذلك فيما باتت "داعش" على حدود بغداد، حيث بدأت بشن هجوماً بالزوارق الحربية على العاصمة العراقية، وذلك بالتزامن مع تواجد مكثف للحوثيين على مشارف صنعاء وطريق المطار، في ظل تطورات خطيرة ومتسارعة للأزمة السياسية باليمن. "خطاب أوباما" وعودة للشأن العراقي فقد قال مساعدون في الكونغرس الأمريكي، أمس الاثنين، إن مسؤولين من إدارة الرئيس باراك أوباما سيعقدون لقاءات هذا الأسبوع مع كل أعضاء الكونغرس، بينما يعرض الرئيس موقفه بشأن مهاجمة متشددي "داعش". وقال مساعد في مجلس النواب إن مسؤولين في الإدارة الأمريكية سيعقدون لقاء مع جميع أعضاء المجلس البالغ عددهم 435 يوم الخميس.
وأفاد مساعدون في مجلس الشيوخ أن جلسة مماثلة ستُعقد مع جميع أعضاء المجلس المائة بحلول غد الأربعاء.
ويلقي الرئيس "أوباما" كلمة للأمريكيين غداً الأربعاء يعرض فيها خطته للتصدي لتنظيم "داعش" الذي سيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا، في حين يسعى لتجنب إثارة قلق عام من اتجاه البلاد إلى حرب شاملة أخرى.
ويجتمع "أوباما" اليوم الثلاثاء قبل يوم من إلقاء كلمته مع أربع من قيادات الكونغرس، هم: هاري ريد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، وميتش مكونيل زعيم الأقلية في المجلس، وجون بينر رئيس مجلس النواب، ونانسي بيلوسي زعيمة الأقلية في المجلس.
زوارق "داعش" من جهته قال مصدر أمني عراقي إن مقاتلي الدولة الاسلامية هاجموا بلدة مطلة على نهر دجلة شمالي العاصمة العراقية بغداد بالزوارق الحربية وسيارة ملغومة، أمس الاثنين، مما أدى إلى مقتل 17 شخصاً وجرح 54 آخرين.
وذكر المصدر أن الهجوم على الضلوعية على بعد 70 كيلومتراً من بغداد نُفذ قبل الفجر، واستمر ساعتين قبل صد المقاتلين المتشددين. وكان من بين قتلى الهجوم -وهو الأجرأ في المنطقة- مدنيون وجنود عراقيون. وسقط معظم الضحايا نتيجة تفجير سيارة ملغومة في أحد الأسواق.
وتقع الضلوعية بين مجموعة من البلدات السنية التي تشكل حزاماً شمالي بغداد؛ حيث تمكن تنظيم الدولة الإسلامية من انتزاع قدر من السيطرة من خلال تحالفات مع ميليشيات محلية لا تثق بالحكومة التي يقودها الشيعة.
غارات على الحوثيين وفي الشأن اليمني، فقد جدد الطيران الحربي اليمني، أمس الاثنين، غاراته الجوية على مناطق للحوثيين في الجوف شمال شرق العاصمة صنعاء.
وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في الجوف إن الطائرات الحربية شنت غارتين في منطقة الغيل، مخلفة عدداً من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين.
وأوضحت أن الاشتباكات لا تزال مستمرة بين الجيش واللجان المساندة له من جهة والحوثيين من جهة أخرى بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وتحدثت المصادر عن تراجع الحوثيين عن منطقة بيت الحباري في الغيل بعد تقدم الجيش فيها، إلا أنها أوضحت أن الحوثيين لا يزالون يسيطرون على منطقة الصفراء والحجر.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه الحوثيون استمرارهم في الخطوات التصعيدية المطالبة بإسقاط الحكومة وإلغاء رفع الدعم عن المشتقات النفطية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وذلك على الرغم من انتهاء فترة المهلة التي قدمتها وزارة الداخلية للحوثيين، مساء أول أمس الأحد لرفع مخيماتهم من شارع المطار بصنعاء وبالقرب من وزارتها ووزارات أخرى.
تهديدات "عبدالملك" ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية فقد هدد زعيم الحركة الحوثية عبدالملك الحوثي باللجوء إلى "خيارات تصعيدية استراتيجية تتجاوز العاصمة صنعاء ومحيطها" إذا لم يستجب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لمطالبهم.
ودعا "الحوثي" أتباعه وحلفاءه إلى الاحتشاد الثلاثاء في ساحة التغيير بالعاصمة اليمنية صنعاء.
وكانت ساحة التغيير مقراً لاحتجاجات واسعة شهدها اليمن خلال عامي 2011 و2012، وأسفرت عن الإطاحة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وأقال الرئيس اليمني، أمس الاثنين، قائد قوات الأمن الخاصة اللواء فضل القوسي، بعد محاولة فاشلة لفض اعتصام الحوثيين في طريق مطار صنعاء.
وصدر قرار جمهوري بتعيين اللواء محمد الغدراء قائداً جديداً لقوات الأمن الخاصة.
وكانت قوات الأمن قد حاولت الأحد تفريق المعتصمين الذين أغلقوا طريق مطار صنعاء، مستخدمة قنابل الغاز المسيل وخراطيم المياه، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين.
لكن المحتجين نجحوا في الاستمرار في اعتصامهم، وأقاموا خياماً جديدة قرب مبنى وزارة الداخلية.
ويحتشد الآلاف من الحوثيين منذ أسابيع في العاصمة اليمنية، مطالبين بمنحهم دوراً في إدارة الدولة.
ويرفض الحوثيون قرار الرئيس اليمني بإقالة الحكومة وتقليص الزيادة في أسعار الوقود، معتبرين هذه الإجراءات "غير كافية".
تجدد المعارك في قلب دمشق وفي سوريا أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بوقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في مخيم اليرموك بدمشق، كما وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في أحياء تشرين والقابون وسوق الخياطين والبعث بدمشق أيضاً.
وفي ريف دمشق قصفت قوات النظام بلدة عين ترما والدخانية بالمدفعية الثقيلة؛ تزامناً مع اشتباكات عنيفة أيضاً في المنطقة، أما في إدلب فقد أغارت طائرات النظام على مدينة سراقب، أما في الريف فأسقط الجيش الحر مروحية للنظام في مطار أبو الظهور العسكري، بعد استهدافها برشاشات ثقيلة أثناء هبوطها. وفي ريف حمص قامت قوات النظام بقصف الأحياء السكنية في مدينة تلبيسة بالطائرات.