تمكنت إدارة موقع "يوتيوب" الشهير من تدارك جزء من الموقف الحرج الذي وقعت فيه مجموعة mbc ، وكذلك شركة الهدف المنتجة لمسلسل "طاش ما طاش" بعد أن أوقفت بث مقاطع حلقتين سربتا من المسلسل قبيل عرضه في شهر رمضان. وأثار الموقف المشكوك فيه العديد من ردود الفعل وسط الشارع السعودي والخليجي وربما العربي، بعد أن أظهرت إحدى الحلقتين المسربتين توجه "طاش ما طاش" هذا العام لإثارة الجدل من خلال الحديث عن تعدد "الأزواج". وظل صناع "طاش" متحفظين في الإفصاح عن خفايا حلقاته ومواضيعها، ثم بدأت عملية التسريب رويداً رويداً، فظهرت في البداية عناوين بعض الحلقات، ثم موضوعاتها، قبل أن يأتي التسريب الأهم للحلقتين المثيرتين. وعلى الرغم من وقف البث، ما زال بإمكان السعوديين مشاهدة الحلقتين بعد أن حمّلهما كثيرون على الجوالات والحواسب الشخصية، ووزعوهما على أصدقائهم، وكذا وضعت الحلقتان على المنتديات، ما سيؤدي لمزيد من الجدل خلال الأيام المقبلة. وشكك الكثيرون في حقيقة التسريب، ففيما حمّل البعض الشركة المنتجة وقناة mbc المسئولية، وذلك بحسب تفسيرهم لما حدث، بأنه يأتي تخوفاً من الشركة المنتجة من عدم نشر الحلقة بسبب مخالفتها الواضحة للشريعة الإسلامية، اتهم آخرون القائمين على المسلسل بالرغبة في جذب الانتباه، بعد أن فقد "طاش" كثيراً من جاذبيته خلال الأعوام الماضية. وفتحت الحلقة التي تحمل عنوان "تعدد الأزواج"، وهي نقل بتصرف عن مقال نشرته الكاتبة السعودية نادين البدير في إحدى الصحف المصرية، وطالبت فيه بالسماح للزوجات بالتعدد, باباً للهجوم الحاد على "طاش"، حيث صورت سيدة تهدّد الزوج، وهو معلم، بالزواج عليه، وبأن تأتي بزوجها الثاني ليعيش معها في البيت. وتسرد الحلقة تنفيذ الزوجة لتهديدها وزواجها برجل ثان ثم ثالث، وفي نهاية الحلقة تدخل على رجالها الثلاثة بالرابع، وهو أجنبي، غير أنها تعود لتعلن رغبتها في الزواج مجدداً، فلا تجد أمامها غير إجراء قرعة بين من هم على ذمتها لتطليق أحدهم حتى تتمكن من ذلك. وفي محاولة لتفادي الانتقاد الفقهي للحلقة، وضع صناع "طاش" مشهداً ختامياً يظهر سيدة تتحدث في مؤتمر لتقول: إن التصور كله مجرد فيلم تخيلي يعبر عن مشاعر المرأة. وأثارت الحلقة العديد من ردود الفعل وصلت لمطالبة الشيخ صالح بن سعد اللحيدان، المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي للصحة النفسية العالمية لدول الخليج والشرق الأوسط، بعدم بث حلقة مثيرة للجدل من مسلسل "طاش ما طاش"، لما تروجه من رذيلة وإشاعة للفاحشة. ومنذ انطلاقته قبل 17 سنة، يثير مسلسل "طاش ما طاش" الكثير من المعارك، لما يتناوله من قضايا شائكة، خصوصاً على الصعيدين الاجتماعي والثقافي، وقد تسبب ذلك في خلاقات داخل فريق العمل وانسحاب البعض منه، في ظل إصرار من جانب قناة "mbc " على الاستمرار في عرضه.