شهد العرض الأول ل "خواطر الظلام"، الذي أقيم يوم أمس في صالة الخضراء بالراكة، حضوراً كثيفاً، حيث جاء في إطار الفعاليات المختلفة لمهرجان صيف الشرقية 35، الذي تنظمه أمانة المنطقة الشرقية، وترعاه "سبق" إلكترونياً. وتفاعل الجمهور مع ما قدمه أبطال الفرقة على خشبة المسرح من لوحات إبداعية تحاكي الواقع، حيث اعتمد طاقم العمل، المكون من 15 شخصاً، على طابع إيصال الرسالة عبر تجسيد العديد من المواقف بطريقة درامية مؤثرة اختلطت فيها المشاعر الإنسانية الراقية.
ونجح أبطال الفرقة في جذب الجمهور لعروضهم، حيث قدموا فقرات مميزة حاكت السلوكيات الإنسانية وأبهرت وبهرت الحضور.
ولم يتوقف الجمهور عن التصفيق بعد أن نجح العرض في تجسيد العديد من المواقف بطريقة درامية، حيث قدمت الفرقة أربع لوحات جديدة تعرض للمرة الأولى (الإرادة، الأهداف، الحلم، السلام).
وجاء العرض الأول ليجسد مفهوم الإرادة وكيف أن الإنسان يمكنه مهما تعرض لظروف قاسية أن يتجاوز المحن بإراداته الصلبة.
وركز العرض الثاني على كيفية تخطي الصعوبات المختلفة التي يتعرض لها الشخص على مدار حياته بالعزيمة والإصرار من أجل الوصول إلى هدفه.
وتناول الثالث تجسيد فكرة أن يكون لكل شخص حلم يسعى إلى تحقيقه ويظل يحلم به ويضعه هدفاً نصب عينيه.
واختتمت الفرقة عرضها بلوحة عن السلام بمفهومه الشامل وكيف أن الإنسان يمكنه أن يعيش في سلام مع نفسه ومع الآخرين.
وقال المخرج الأول للفريق علي سالم: "في إطار التطوير المستمر الذي تقدمه الفرقة في عروضها تم استخدام تقنيات حديثة في العروض مثل اليد لايت وتقنيات البلاك لايت لتقديم متعة أكبر للمشاهدين، وهذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها أعضاء الفرقة بالكامل وعددهم 15 شخصاً".
وأضاف: "جانب الإنارة له مفعول السحر على الحضور؛ فالفرقة تقدم عروضها في الظلام باستخدام لوحات من الإنارة".
وحول عملية الاستعداد والتدريب على العروض، قال علي سالم: "يتم التدريب على العروض في تدريبات تستمر لمدة 30 يوما متواصلة وتبدأ مراحل التجهيز للعروض بالفكرة ثم السيناريو ثم رسم حركات المسرح ثم تجهيز الأدوات ثم تجهيز موسيقى العرض ثم بروفات الحركة النهائية مع تقديم ورش عمل خلال كل مرحلة".
وعن أبرز المعوقات التي تواجه الفرقة في العروض؛ قال: "في بداية نشاط الفرقة كان أعضاؤها يتعرضون لحوادث داخل المسرح لأن العروض تتم في الظلام لكن هذه الظاهرة اختفت في الوقت الحالي، كما أن استخدام الجمهور للفلاشات والإنارة يسبب مشكلات لأننا نعتمد على الظلام بنسبة 100 %".
من جهة أخرى، قال مدير عام العلاقات العامة والإعلام في فرقة خواطر الظلام محمد الجنيدي: "فكرة عروض خواطر الظلام وبداية الانطلاق بدأت مع مجموعة من الشباب منذ ثلاث سنوات للمشاركة في البرامج التلفزيونية، وقد قدمنا عروضنا في السنة الأولى وبعدها خاضت الفرقة السباق الحقيقي وحققنا الفوز في برنامج تلفزيوني شهير".
وأضاف: "عملنا فترة طويلة من أجل تأسيس النواة الأولى لتقديم الفرقة بفكر عصري عالمي، وبصبغة عربية سعودية تضاهي الفرق العالمية، وحرصنا على إيجاد فرقة سعودية 100 % تراعي طبيعة المجتمع العربي وتركز على كل الاعتبارات أو المكاسب المادية والمعنوية، والحقيقة أن أهداف الفرقة سامية، وتحمل مبادئ إنسانية تترجمها وتوظفها من خلال الظلام وانعكاس الضوء".
وأردف: "الفريق سعى لتطوير الأداء عبر استقطاب أبرز المخرجين وكتاب المسرح، والمتخصصين في علم النفس وعلم الاجتماع، وكتاب الشعر المتميزين، ومجموعة من الموسيقيين".