أدّى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والوفد المرافق له، ليلة أمس، مناسك العمرة، في مشهدٍ يعيد للأذهان حرص رؤساء مصر السابقين على أداء مناسك العمرة والحج, فيما كان في استقبال السيسي لدى وصوله المسجد الحرام الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرّمة، ونائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الشيخ الدكتور ناصر بن محمد الخزيم، ورئيس المراسم الملكية محمد بن عبد الرحمن الطبيشي، وقائد القوة الخاصّة لأمن المسجد الحرام بالنيابة العميد عويض بن شامان الخالدي، وعدد من المسؤولين. بدورها اهتمت وسائل الإعلام المصرية بزيارة السيسي للمملكة ورصدت لقاءه خادم الحرمين الشريفين، كما أشارت بعض الصحف المصرية إلى تاريخ زيارات رؤساء مصر لمكة المكرّمة التي بدأها الرئيس الراحل محمد نجيب، أول رئيس لمصر بعد ثورة 1952، حيث أدّى فريضة الحج عقب الثورة، أمّا الرئيس جمال عبد الناصر، فزار الكعبة في 1954، وأدّى فريضة الحج بصحبة مجلس قيادة الثورة، فيما أدّى الرئيس أنور السادات، فريضة الحج بعد توليه الرئاسة عام 1971، أمّا الرئيس الأسبق حسني مبارك، فزار مكة 30 مرة خلال 30 عاماً من فترة حكمه، منها سبع مرات حجاً و23 عمرة.
بينما أدّى الرئيس الأسبق محمد مرسي، العمرة في بداية توليه الحكم في يوليو 2013، فيما دخل الرئيس السيسي، اليوم، القائمة بعد أداء العمرة عقب شهرين من توليه الحكم.
ومنذ انتهاء فترة الملكية بمصر والإعلان عن ثورة يوليو 1952 حتى ثورة 30 يونيو 2013، دخل القصر الجمهوري رؤساء احتلوا من ذاكرة التاريخ ووجدان المصريين أماكن متفاوتة مرّ على البلاد 6 رؤساء للجمهورية، وشهدت مراحل هؤلاء الرؤساء عديداً من الانكسارات والانتصارات وعلى فترات زمنية مختلفة جلسوا على كرسي الرئاسة كان أطولها 30 عاماً فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، التي انتهت بالثورة المصرية في 25 يناير.
وما بين هؤلاء الرؤساء الستة "محمد نجيب، جمال عبد الناصر، أنور السادات، حسني مبارك، ومحمد مرسي، وعبد الفتاح السيسي" كان هناك أربعة رؤساء مؤقتين - زكريا محيي الدين، صوفي أبوطالب، حسين طنطاوي وعدلي منصور - اختلفت أسباب تقلدهم المنصب، وتراوحت فترة إدارتهم بين يومين وأطولهم قرابة عام، وهي فترة الرئيس المستشار عدلي منصور.
وهؤلاء الرؤساء الستة الذين حكموا مصر عبر تاريخها، اختلفت شخصياتهم وطباعهم، وأيضاً مواقفهم وقراراتهم، منهم مَن حكم بعد ثورة، وآخرون في فترة الحرب، وبعضهم حكم في فترات استقرارٍ سياسي، ولكن يبقى القاسم المشترك بينهم جميعاً هو زيارتهم للحرم المكي للعمرة أو الحج.