تعاقب سبعة رؤساء جمهورية على الحكم في مصر منذ انتهاء الحكم الملكي، بينهم رئيسان مؤقتان، ومن المنتظر أن تضيف الأيام المقبلة اسماً جديداً سيكون الرئيس الثامن لمصر. فمن هم الرؤساء السابقون؟ محمد نجيب تولّى محمد نجيب الحكم في 18 حزيران (يونيو) 1953 بعد الثورة التي قادها الضباط الأحرار وتنحّي الملك فاروق، غير أن مجلس قيادة الثورة اتخذ قراراً بعزله بعدما اقترح عودة الحياة النيابية لسابق عهدها، ما أثار مخاوف الضباط من سيطرة حزب الوفد وجماعة الاخوان المسلمين على السلطة وعودة الامور لسابق عهدها. وقرر المجلس عزل نجيب في 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 1954 مما أثار موجة اعتراض شعبي وفي صفوف الجيش فأعيد لمدة أسبوع قبل أن يتم عزله مرة اخرى ووضعه تحت الاقامة الجبرية مع منعه من الكلام مع أي كان حتى عائلته إلى أن أفرج عنه الرئيس الراحل أنور السادات بعد حرب 1973. توفي عام 1984 بعد أن كتب مذكراتة تحت عنوان "كنت رئيساً لمصر". جمال عبد الناصر بعد قرار مجلس قيادة الثورة إعفاء محمد نجيب من جميع مناصبه، تقرر الإبقاء على منصب رئيس الجمهورية شاغراً واستمرار مجلس قيادة الثورة في تولّي كافة سلطاته بقيادة جمال عبد الناصر. وفي 24 حزيران (يونيو) 1956، انتخب عبد الناصر رئيساً للجمهورية بالاستفتاء الشعبي وفقاً لدستور 16 كانون الثاني (يناير) 1956 وهو أول دستور للثورة. وفي 22 شباط (فبراير) 1958 أصبح عبد الناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة بعد إعلان الوحدة بين مصر وسورية حتى الانفصال في 28 أيلول (سبتمبر) 1961. بعد النكسة عام 1967، ألقى عبد الناصر خطاباً أعلن فيه تنحّيه من منصبه، إلاّ أن مظاهرات شعبية خرجت في العديد من مدن مصر وخصوصا في القاهرة طالبته بالتراجع عن قراره وبالفعل خضع عبد الناصر لرغبة الشعب واستمر في منصبه. بقي عبد الناصر رئيساً إلى أن وافته المنيّة في 28 أيلول (سبتمبر) 1970 بعد حكم دام 18 عاماً. أنور السادات تولّى أنور السادات الحكم بعد وفاة عبد الناصر كونه نائب الرئيس، وحكم من 28 أيلول (سبتمبر) 1970 وحتى 6 تشرين الأول (أكتوبر) 1981. أثار الجدل بعد زيارته إلى إسرائيل في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) 1977، لدفع عجلة مفاوضات السلام، ووقع معاهدة كمب ديفيد في العام التالي مع كل من الرئيس الأميركي جيمي كارتر ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن والتي استحق عليها جائزة نوبل للسلام مناصفة معه بيغن. اغتيل السادات في تشرين الأول (أكتوبر) من العام 1981 خلال عرض عسكري كان يقام بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر، على يد خالد الإسلامبولي التابع لمنظمة الجهاد الإسلامي التي كانت تعارض بشدة اتفاقية السلام مع إسرائيل. صوفي أبو طالب كان رئيساً لمجلس الشعب في الفترة من 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 1978 حتى الأول من شباط (فبراير) 1983، وشغل منصب رئيس الجمهورية بصفة مؤقته بعد اغتيال السادات لمدة ثمانية أيام وذلك من السادس حتى العاشر من تشرين الاول (أكتوبر) 1981 حتى انتخاب محمد حسني مبارك. حسني مبارك خلف مبارك السادات في الرئاسة بعد اختياره في استفتاء شعبي بعد ترشيح مجلس الشعب له وحكم حتى ثورة يناير 2011 أي فترة عشرين عاماً وتعتبر رابع أطول فترة بين الحكام العرب بعد السلطان العماني قابوس بن سعيد والرئيس اليمني علي عبد الله صالح. أعلن مبارك في 11 شباط (فبراير) 2011 التخلّي عن منصبه رئيساً للجمهورية بعد مظاهرات شعبية حاشدة طالبت بإسقاطه وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد. يحاكم مبارك في قضيتين إحداها قضية استيلاء على أموال عامة وأخرى قضية قتل متظاهرين، وحكم عليه في الأولى بالسجن 3 سنوات. محمد مرسي مرسي الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين هو الرئيس الأول بعد الثورة ويعتبر أول رئيس مدني في البلاد كون الرؤساء السابقين جميعهم ينتمون إلى المؤسسة العسكرية. انتخب مرسي رئيساً في حزيران (يونيو) 2012، بعد فوزه في الجولة الثانية من الانتخابات بنسبة 51.7 في المائة مقابل 48.3 لمنافسه أحمد شفيق. بعد عام على حكمه، اندلعت في 30 حزيران (يونيو) تظاهرات حاشدة مطالبة برحيله، وقرر الجيش عزله وأعلن قائده آنذاك عبد الفتاح السيسي في خطاب متلفز في الثالث من تموز (يوليو) أنّ مرسي "فشل في تحقيق الأهداف التي حددها الشعب." وتم تعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلي منصور، رئيساً مؤقتاً للجمهورية. عدلي منصور يتولّى منصور الرئاسة مؤقتاً بموجب ما يعرف ب"خارطة الطريق" التي أعلنها الجيش المصري في 3 تموز (يوليو) 2013، وستظهر الأيام المقبلة اسم الرئيس الجديد الذي سيتسلّم الرئاسة المصرية في المرحلة المقبلة التي أقل ما يقال عنها إنها مرحلة دقيقة وصعبة.