نفى الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي، وجود أي أخطاء في النص القرآني في طبعة مصحف المدينة النبوية الذي أنتجه المجمع.. جاء ذلك في بيان صادر عن المجمع حول ما نُشِر على موقع "يوتيوب" في 16/ 8/ 1435ه، الموافق 14/ 6/ 2014م على لسان فضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني، من اكتشاف خطأ في النص القرآني في طبعة مصحف المدينة النبوية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة، ذات العشرين سطراً؛ حيث أكد أن الخبر غير صحيح؛ لأن جميع طبعات المجمع من المصحف الشريف هي ذات الخمسة عشر سطراً في الصفحة الواحدة، ولم يُطبع أي مصحف مكوّن من عشرين سطراً. وكنا نتمنى من فضيلته التثبت قبل نشر هذا الخبر غير الصحيح؛ حيث إن المصحف الذي أشار إليه فضيلته والذي حصل المجمع على نسخة منه، من المصاحف المطبوعة خارج المملكة العربية السعودية.
وأكد الدكتور "العوفي" أن هناك مراقبة دقيقة آلية وبشرية على سلامة النص القرآني من أي خطأ، من خلال لجان وأقسام متعددة في مراحل الإنتاج المختلفة؛ بدءاً من كتابة المصحف الشريف بِيَد أمهر الخطاطين في العالم الإسلامي اليوم (الدكتور عثمان طه)، وكذا قيام اللجنة العلمية لمراجعة المصحف الشريف برئاسة الشيخ الدكتور علي الحذيفي (إمام المسجد النبوي) بمتابعة عمله خطوة بخطوة، ومتابعة عمل التحضير للطباعة على المونتاج، ولا يُسمح بالبدء بطباعة المصحف حتى تتأكد من سلامته من أي خطأ.
وواصل قائلاً: "ومع أول خطوة في الطباعة هناك قسم مراقبة آخر، هو قسم المراقبة النوعية على الطباعة، يراقب ما تُنتجه الآلة بكل اهتمام، وفق معايير وضوابط دقيقة، ولا يجوز العمل إلا بعد التأكد من سلامته، إضافة إلى قسم ثالث يقوم بالمراقبة على سلامة الطباعة، وهو قسم مراقبة النص الذي يتابع العمل بأخذ عينات منه كل ربع ساعة، ويوقف عمل الآلة إذا اكتشف أي خطأ وفق المعايير المحددة لذلك، ويُتلف هذا المنتج فوراً، إضافة إلى المراقبة النوعية على ما بعد الطباعة على آلات تجميع الملازم، وآلات الخياطة، وآلات التجليد، ثم يراقب المصحف بعد تجليده في قسم رابع هو قسم المراقبة النوعية الذي يضم أكثر من ثلاثمائة موظف يراقب المصحف صفحة صفحة، وإذا اطمأن على سلامته وَضَع ختمه وأَذِن بتداوله".
وأبان الدكتور "العوفي" أن عدد العالِمِين في هذه الأقسام يبلغ حوالى سبعمائة موظف، مهمتهم التأكد من سلامة المصحف من أي خطأ، كما أن تجهيزات المجمع الطباعية من أحدث وأفضل التجهيزات الطباعية في العالم، وتتوفر في هذه التجهيزات خاصية اكتشاف الخطأ آلياً، وتحديد مكانه، والتوقف آلياً حتى يتم إصلاحه.
واختتم الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف مجدداً التأكيد على أن مصحف المدينة النبوية الذي يطبعه المجمع أصبح هو المصحف المعتمد في العالم اليوم بفضل ما تُوَفّر له من دقة وسلامة في نصه، وإتقان وجمال في طباعته وإخراجه.