أكدت والدة الحدث سالم العصيمي، الذي تعرض لاعتداء بالضرب على يد أكثر من 10 أشخاص، أن ابنها أحيل إلى دار الأحداث، عقب خروجه من المستشفى، وذلك حتى انتهاء مجريات القضية، التي بدأت هيئة التحقيق والادعاء العام النظر في حيثياتها. وقال المحامي خالد أبو راشد: "هناك حق خاص وآخر عام في القضية، ونحن نستنكر موقف بعض الجيران الذين توجهوا إلى منزل الحدث "سالم" واكتفوا بمشاهدة تلك المضاربة، التي أثارت الرأي العام كاملاً، دون أن تكون هناك "فزعة" أو إبلاغ للأمن بما يجري".
وقالت والدة الحدث أثناء استضافتها في برنامج "MBC نهاية الأسبوع" الذي يقدمه علي الغفيلي وعلا الفارس: إن الجناة حاولوا الاعتداء عليها، مؤكدةً صحة ما ذكرته "سبق" في تفاصيل حوارها معها، علماً بأن البرنامج اعتمد في تغطية الواقعة على ما جاء في هذا الحوار من معلومات.
وأضافت الأم أنها منذ ما يزيد عن عام ونصف، تحاول بيع منزلها هرباً من مشكلات الحي، لخوفها على ابنها، الذي دائماً ما يتعرض للتحرش على يد مجموعات من الأشخاص يحاولون إيذاءه والنيل منه من خلال أمور مخلة بالآداب.
وشدد المحامي "أبو راشد" على ضرورة تغليظ العقوبة على هذه الفئة من الأحداث التي اعتدت على الحدث الضحية، حتى يكونوا عبرة لغيرهم، وقال: "التحقيق والادعاء العام سيتابع القضية ويتعلم مع جريمة استخدام الأسلحة البيضاء، في محاولة الاعتداء على والدة الضحية كذلك".
وانفردت "سبق" بنشر ومتابعة تفاصيل القضية في حينها، واستعانت بوالدة الحدث الضحية لإيضاح ما احتواه الفيديو، الذي يصور الجريمة كاملةً منذ وقوعها.
واستوقفت شرطة محافظة الطائف اثنين من المتورطين، ضمن المجموعة المعتدية على "حدث الطائف"، داخل مركز شرطة الفيصلية، عمرهما يزيد على 18 عاماً، أحدهما ملقب ب "أبو خشبة"، بعد أن كانت قد أحالت أربعة لدار الملاحظة، في حين غادر المعتدى عليه "سالم" المستشفى إلى دار الأحداث لاستكمال إجراءات التحقيق بالواقعة، واستلمت هيئة التحقيق والادعاء العام بالطائف القضية رسمياً لبدء مجريات التحقيق.
وكانت "سبق" تلقت العديد الاتصالات من محامين؛ يعرضون تقديم مساعدتهم للحدث المجني عليه، حيث عرضوا الترافع عنه ومتابعة القضية وفقاً لاختصاصهم، وقالوا: "بغض النظر عن الواقعة، وما إذا كانت لها خلفيات مسبقة، فإن تصرفات المعتدين الأشبه بالعصابات، وطريقة غدرهم وهجومهم العنيف على المجني عليه، وضربه بشكل وحشي، قد أثارت مشاعر غاضبة لدى الكثير ممن تابعوا الفيديو".
وكانت مجموعة من الأشخاص، يزيد عددهم على عشرة، قد اعتدوا على حدث (17 عاماً) على مرأى من والدته وأخواته اللاتي خرجن من المنزل بحي ابن سويلم بالطائف، وحاولوا كذلك الاعتداء على الأم بعد أن حاصروها بقطعة حديدية حتى أن استفزعت بصوتها العالي فتركوها هاربين، بعد أن ألحقوا بابنها إصابات متعددة وطعنة في صدره؛ نوّم إثرها بالمستشفى. وقد بدأت الشرطة مجريات المتابعة والتحقيق في ظل تقييدها المجني عليه على سريره بالمستشفى.
وروت السيدة الأربعينية "أم سالم العصيمي" ل"سبق" تفاصيل الحادثة المفجعة التي استفزعتهم، واستفزعت سكان حي ابن سويلم بالطائف، وأكدت أن ابنها خرج للبقالة الصغيرة القريبة من المنزل، وأثناء عودته تعرض له ثلاثة في سنه، وبدؤوا يتحرشون به كعادتهم، ويتلفظون عليه بألفاظ نابية.
وأوضحت أنه تركهم وصعد لغرفته، حينها طلبت منه أن يستحم قبل نومه، بعد أن كان في رحلة برية مع أصدقائه. وتابعت: تركته ثم عدت مرة أخرى ولم أجده بغرفته، بعد أن كنت قد منعته من الخروج، وعندما نظرت من شباك غرفته شاهدته يقف حاملاً عصا خشبية في يده مواجهاً ثلاثة من الأشخاص، وكانوا يتحاورون؛ ما يعني نشوء مضاربة.
وأضافت: استدعيت بناتي، وطلبت منهن تصوير ذلك الأمر بالجوال "فيديو"، لنفاجأ بحضور سيارة خرج منها عدد من الأشخاص غير معلوم عددهم حاملين عصياً خشبية وقطعاً حديدية، وربما سكاكين، وانهالوا ضرباً جميعاً على ابني "سالم"، الذي لم يستطع الدفاع عن نفسه، حينها خرجت من المنزل من دون حجاب مسرعة لإنقاذه، وسط صيحات مني ومنه كونه كان يستنجد. وواصلت: تمكنت من فض المضاربة، لكني وقعت بين اثنين كانا قد حاصراني وحاولا الاعتداء علي بسحبي، وكان أحدهما حاملاً قطعة حديدية، وأنا وقتها أشاهد ابني تنهال عليه الأسلحة البيضاء ضرباً، حتى إنهم حاولوا سحبه بالسيارة وهروبهم من الموقع.
وأشارت إلى أن بناتها بعد ذلك حضرن بالعباءة من أجل تغطيتها بعد تجمع بعض السكان، الذين لم يكن لهم دور في إنقاذ ابنها أو التدخل في تلك المشاجرة، مؤكدة أن ابنها كان متأثراً بطعنة في صدره قريبة من الرئة، بخلاف الضربات والإصابات التي طالت جسده، وأنهن حاولن إسعافه لحين حضور الهلال الأحمر، الذي تولى نقله لمستشفى الملك فيصل، وخضع للتنويم لديهم لحين حضور رجال الشرطة ممثلة في مركز الفيصلية، واستجوبوه.
وأثناء ذلك شوهد من قِبل الأمن وكذلك من قبل المجني عليه بعض الأشخاص يدخلون الطوارئ، ويتظاهرون بأنهم يريدون العلاج، حينها كُشف أنهم من الجناة المعتدين؛ فتم القبض عليهم، ويجري استيقافهم حالياً لحين استدعاء الباقين.
وناشدت "أم سالم" الوقوف معها في واقعة الاعتداء على ابنها، مبينة أنها كانت قد فرحت بمسكنها في الحي "شقة تمليك"، إلا أنها انزعجت لوجود عصابات فيه، منهم أطفال زرعوا الخوف لديهم، وأن مركبات مكافحة المخدرات دائماً ما توجد به، وأكدت ضرورة تكثيف الوجود الأمني بالحي وضبط التجمعات الليلية من قِبل بعض الأشخاص، خاصة أصحاب البشرة السمراء، وأنه إنْ ترك الأمر على وضعه الحالي فقد يؤدي لوقوع ضحايا آخرين، وربما يصل الأمر للقتل.
وأبدت الأم استغرابها لتقييد ابنها بالحديد على سريره بالمستشفى وهو معتدى عليه من قِبل أكثر من عشرة أشخاص، ودائماً ما يتعرض للتحرش من قِبل بعض الأشخاص الساكنين بالحي، بخلاف السب والشتم الذي يلحقه ويلحقها وأخواته، وقد يصل في بعض الأحيان للعِرْض، مطالبة الأمن باتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه العصابة المعتدية، وتحديد أطرافها بالكامل، والقبض عليهم.
وأوضح الناطق الإعلامي باسك شرطة منطقة مكةالمكرمة المقدم عاطي بن عطية القرشي، بأنه في تمام الساعة الثانية والنصف من صباح يوم السبت 18 رجب تبلغت الجهات الأمنية بشرطة محافظة الطائف عن حادثة مشاجرة تتمثل في اعتداء مجموعة أشخاص على شاب سعودي الجنسية يبلغ من العمر 17سنة.
وقال إنه وفور تلقي البلاغ، انتقلت دوريات الأمن لموقع الحادثة، واتضح بأن الشاب لحقت به إصابة طعنية في الصدر، كما تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، مضيفا بأن حالته الصحية مستقرة، وما زال منوما بالمستشفى.
وذكر: باشر مركز شرطة الفيصلية التحقيقات رفق الجهات المختصة، مؤكداً بأنه تم ضبط المتهمين بالاعتداء على المجني عليه، والتحفظ عليهم رهن التحقيق، وإحالتهم وأوراق القضية للجهات المختصة، لاستكمال الإجراءات اللازمة.