حذرت الباحثة والمهتمة بقضايا المرأة، نسيبة عبداللطيف باوزير، من تمرير مصطلح تأنيث الفقر، الذي يرمي إلى ترسيخ فكرة زيادة معدَّلات الفقر لدى النساء مقابل الرجال بسبب انشغال المرأة بأدوارها الطبيعية في الأسرة ونشوء أسرة ذكورية، يتحكم فيها الرجل بخصوصية المرأة! وانتقدت خلال حوارها مع برنامج "وارفة" على قناة "المجد"، ما يبثُّه الإعلام من تصوير القيادات النسائية الداعيات لهذا الفكر بأنهن رائدات ونماذج يحتذى بهن، وأن هذه الاستقلالية أكسبتهن توفيقاً ونجاحاً.
ونوهت "إلى أن هذا الاعتقاد هو أداة من أدوات العولمة، التي تسعى إلى فرض قيم الغرب وسلوكياته على شعوب الأرض، وإفساد قيمة الأسرة؛ بتشويه الأمومة والزواج ونشر فكرة أن الزواج أول مؤسسة تقمع النساء بتقوية اعتماد النساء على الرجال".
وبينت "باوزير" "أن دخول عدد من النساء في لجان الأممالمتحدة المتخصصة، ساهم في تغلغل هذا الفكر المدمر في الاتفاقات الدولية والتصديق عليها والدفع إلى اقتسام الأدوار غير مدفوعة الأجر، ودفع المرأة للخروج للعمل، وكسب المال وتحقيق الاستقلالية والمساواة".
وفرّقت "بين الاستقلالية التي تنادي بها الاتفاقيات الدولية، وما كفله الشرع للمرأة؛ من وجود ذمة مالية مستقلة تنافي الدعوة إلى تفكك الأسرة، وإهمال الرجل لشؤون البيت اعتماداً على الزوجة، وضياع الأولاد تبعاً لاستقلالية الوالدين تحت ستار الاستقلالية".
وأشارت باوزير "إلى أن تبني هذا الفكر يؤدي إلى اهتزاز مؤسسة الأسرة بشكل خطير ونشوء روح الصراع المتجسدة في الفكر النسوي، محل روح الود والسكن داخل الأسر؛ مما يؤدي إلى ارتفاع نسب الطلاق والتفكُّك الأسري، وإلغاء قوامة الرجل وتبدُّل المفاهيم، في وصف المرأة التي لا تخرج للعمل بالعاطلة".
ونوهت "إلى أن تلك المنظمات حاولت إضفاء الشرعية لتمرير أفكارها؛ من خلال القادة الدينيين والشخصيات المجتمعية في محاولة تعديل تشريعات الدول؛ من خلال الضغط على الحكومات للتوقيع والمصادقة على اتفاقيات حقوق الإنسان, وسحب التحفُّظات إنْ وجدت، وتقوية المرأة اقتصادياً عن طريق دفعها للعمل المأجور خارج المنزل، والتشجيع على ابتعاث النساء بتوفير الدعم السخي".
واختتمت "بالحثِّ على احترام قيمة الأسرة؛ لأن الإسلام أخرج الزوجين من نكد الصراع إلى ظلال المودة والرحمة، ومن أنانية النزعة الفردية التي تنتهجها النسويات إلى الأدوار التكاملية المنسجمة بين أفراد الأسرة، وذكرت بمعرفة الأدوار الحقيقية لكلٍّ من الرجل والمرأة، وعدم الانسياق وراء تلك الدعوات التي تهدف لخلخلة المجتمعات المسلمة".
من جانب آخر عرضت الحلقة نتيجة الاستفتاء الماضي، والذي جاء إجابة على سؤال: "هل تثقين بمصداقية تقارير المنظمات الدولية عن المرأة السعودية"؟ حيث كانت نسبة ال"نعم": "3 %"، ونسبة لا: "97 %".
وعرضت الحلقة تقريراً عن الأرامل شدد فيه على ضرورة وقوف المجتمع والدولة مع الأرملة ومساندتها مادياً ومعنوياً، واشتملت الحلقة على فقرتها التوعوية الحقوقية "حقوقها"؛ باستضافة المحامي أ/ حسان السيف .
الجدير بالذكر أن برنامج "وارفة" يأتي بالاشتراك بين مركز باحثات لدراسات المرأة، وقناة المجد الفضائية.