أصدرت شُرطة محافظة الطائف بيانها الرسمي، بشأن البلاغ الذي وردها من المرأة التي ادعت تحرش مُقيم بها، واعتداءه بالضرب عليها، وفقاً لما سجلته رسمياً في محضر بلاغها، وكشفت في بيانها الصادر، أن البلاغ الذي أدلت به غير صحيح، وأنه- وبعد التحقيق معها- تم التأكد من أنها تُعاني من مرض نفسي، ولديها ملف طبي بمستشفى الصحة النفسية بالطائف. وجاء البيان على لسان الناطق الإعلامي بشرطة الطائف المقدم تركي الشهري، قال فيه: إنه سبق وأن ورد بلاغ لغرفة العمليات بتاريخ 9/ 4/ 1435ه، من مواطنة تشير فيه لتعرضها للمعاكسة والإيذاء والضرب، من قبل مقيم أسيوي على حد ادعائها، وقد انتقلت في حينه الجهات الأمنية المعنية، لمباشرة البلاغ.
وخضعت القضية لإجراءات التحقيق والبحث والتحري عن المتهم ومركبته، على ضوء الأوصاف التي أدلت بها في أقوالها؛ وبناء عليه تم ضبط أشخاص وعرضهم عليها ممن قد يشتبه فيهم، كما تم بعثها للمستشفى لإيقاع الكشف الطبي عليها، وإثبات ما إذا كانت تعرضت لأي إصابة نتيجة الضرب، كما ورد في بداية بلاغها.
ومن خلال مجريات التحقيق والتوسع فيه، عدلت عن أقوالها السابقة حيث اتضح بأن البلاغ غير صحيح جملةً وتفصيلاً، وكل ما أدلت به في بداية بلاغها عارٍ عن الصحة، وقد تضمن التقرير الطبي الصادر بحقها، عدم وجود أي إصابات ناتجة عن ضرب أو سقوط على الأرض، وقد اتضح بعد إعادة التحقيق معها بأنها تعاني من مرض نفسي، وثبت لجهة التحقيق وجود ملف طبي لها، يؤكد تاريخها المرضي.
وكان مُدير شرطة الطائف اللواء عبدالله بن عايض السحيمي، قد تابع مجريات البلاغ من بدايته، ووجّه بمباشرة التحقيق فيما ورد، في حين كانت شعبة التحريات والبحث الجنائي قد تولّت عملية المتابعة والتحقق، ونشرت فرقها البحثية، والتي قامت بجهدٍ أمني بارز خلال اليومين الماضيين، نتج عنه ضبط العديد من الأشخاص المُشتبه بهم، على ضوء ما حددته من أوصاف ضمن بلاغها المُسجل، حتى نجحت الشعبة في كشف حقيقة بلاغ المرأة، وأنه غير صحيح، ومُعاناتها من مرض نفسي تأكدت منه بعد التحقيق.
وكانت "المرأة" قد أدلت ببلاغٍ رسمي لدى شرطة الطائف، وتحديداً لمركز شرطة السلامة، أفادت فيه بأنها عائدة من "المدرسة" بعد أن أوصلت بناتها إليها مشياً على الأقدام في حي العقيق بالطائف، صباح يوم الأحد الماضي، إلا أن شخصاً تؤكد أنه وافد باكستاني وفقاً لما ذكرته، يرتدي ثوباً أبيض، بدأ يعاكسها ويتحرش بها مطالباً إياها أن تأخذ رقم جواله.
ولم تتجاوب مع تصرفاته وأعرضت عنه، ما دفعه للاعتداء عليها بالضرب وسط الشارع وعلى مرأى من بعض الأشخاص، الذين لم يتحركوا لإنقاذها، حيث كان قد أسقطها على الأرض بعد لطمها على وجهها أكثر من مرة، وتوجيه ضربات نحو صدرها، ثم شد شعرها سحباً، حتى نزع غطاءها من عليها، وهرب من الموقع حاملاً "طوبة" بيده مهدداً أي أحدٍ يقترب منه.
"المرأة" المعتدى عليها كما ادعت، كانت تبكي ألماً لما حصل لها من إصابات في جسدها جراء الاعتداء عليها بالضرب، حتى تمكنت من الوصول لمركز شرطة "السلامة" بالطائف، وهناك قدمت بلاغها بما وقع عليها، وأدلت بكامل المعلومات، كما ذكرت أوصاف المعتدي، في الوقت الذي أفادت بأنه تلفظ عليها.
وبناءً عليه، تم تسجيل محضر استجواب لأقوالها عن طريق ضابط الخفر، الذي سلمها خطاباً لمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف للكشف عليها، في الوقت الذي بدأت فيه الشرطة مجريات البحث والتحري عن المطلوب في القضية، حتى تم كشف حقيقة ذلك البلاغ وأنه غير صحيح.