أوصى المشاركون في المؤتمر العالمي للتجارب الرائدة في مجالات العمل الخيري والإنساني الذي نظمته جامعة أم القرى بتدريس مادة العمل الخيري كأحد مقررات الإعداد العام بالجامعات، والاهتمام بالبرامج الدراسية الأخرى ذات الصلة به، مثل برامج الدبلوم العالي والاستفادة من تجارب الدول الأخرى ذات التجارب الرائدة في هذا المجال. كما حثوا على الإفادة من التجارب الرائدة في تطوير الاستثمار الخيري وتشجيعه من خلال إنشاء مشروعات استثمارية تابعة للجمعيات الخيرية تدر أرباحاً تعود بالنفع على الفئات المحتاجة، وتوفر فرص العمل للقادرين منهم، وإنشاء شبكة مشروعات اقتصادية مشتركة لصالح العمل الخيري بين المؤسسات، تختص كل منها باتجاه، بحيث تتكامل مع بعضها لإعطاء قوة اقتصادية منظمة وقوية.
وفي بيانهم الختامي الذي قرأه رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور صالح الفريح في الجلسة الختامية للمؤتمر التي عقدت مساء أمس بحضور مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس، ورئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر الدكتور خالد برقاوي، والمشاركين في المؤتمر من الداخل والخارج بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالمدينة الجامعية بالعابدية حثوا الجهات العاملة في مجالات العمل الخيري والإنساني على العناية بشكل أكبر بمجال التعليم بمختلف مراحله لأثره الفاعل في بناء الفرد والمجتمع.
وشددوا على أهمية تبادل الخبرات والمعلومات بين الجهات الخيرية المحلية والعالمية في مختلف مجالات العمل الخيري والإنساني والعناية بالتدريب للعاملين في المجال الخيري والإنساني على مستوى القيادات الإدارية وبقية الكوادر البشرية العاملة في الجهات الخيرية والتركيز على تبادل الخبرات بينها، على المستويين المحلي والدولي والاستفادة من التجارب الدولية الرائدة في مجال تنويع الخدمات الإنسانية المقدمة لتحقيق التوازن بين سد الاحتياجات المادية الآنية المباشرة لمن يحتاجونها وبين مساعدتهم لمساعدة أنفسهم بما يحقق الأهداف المستدامة في قطاع العمل الخيري والإنساني.
وأوصوا بالإفادة من التجارب الرائدة في إعداد البرامج والدورات التدريبية في مجالات العمل الخيري والإنساني وتفعيل فكر الشراكة والتعاون بين المؤسسات العاملة في مجالات العمل الخيري والإنساني بما يحقق أقصى درجات الفاعلية والتكامل في الخدمات الإنسانية.
وحثوا على الإفادة من التجارب والخبرات في المؤسسات الخيرية العالمية العاملة في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة بما يسهم في تفعيل الجوانب الحقوقية والعلمية والتعليمية والاجتماعية وغيرها مما يحتاجه أفراد هذه الفئة والقائمون عليها.
وأوصوا بإنشاء جامعة أو معاهد وأكاديميات متخصصة وبرامج دراسية متنوعة تحقق تعزيز العمل الخيري والإنساني في عالمنا الإسلامي وتعمل على رفع الكفاءة الفردية والكفاءة المؤسسية ورفع الكفاءة التطوعية وغيرها، ووضع معايير جودة وطنية للعمل الخيري بمستويات عالمية ومؤشرات أداء وقياس وطنية لمستوى جودة الخدمات المقدمة من الجهات العاملة في القطاع الخيري والإنساني.
كما أوصوا بإنشاء هيئة عالمية إسلامية للعمل الخيري والإنساني تعنى بالجانب العلمي والعملي والقانوني للعمل الخيري وفق منهجية علمية متميزة وإنشاء جمعية علمية تعنى بالعمل الخيري والإنساني من مختلف الجوانب العلمية والبحثية والدراسات، وما يلحق بها، مما يسهم في خدمة العمل الخيري والإنساني علمياً وتشجيع إنشاء الكراسي العلمية ومراكز البحوث والدراسات وبيوت الخبرة التي تعنى بالعمل الخيري والإنساني.
ونادوا بأن تتبنى جامعة أم القرى عقد مثل هذا المؤتمر العالمي بشكل دوري كل عامين بالتعاون مع الجهات المهتمة بالعمل الخيري داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، بالإضافة إلى تشكيل لجنة لمتابعة توصيات المؤتمر والعمل على تفعيلها والإفادة منها بما يحقق الفائدة من عقد هذا المؤتمر.
وأشرف على تنظيم المؤتمر كرسي البر للخدمات الإنسانية بجامعة أم القرى بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي وجمعية البر بمكةالمكرمة، تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله - لمدة يومين بمشاركة نخبة من المستكتبين من دول العالم.