تحتفل السلطات الإيرانية غداً الاثنين بالذكرى الرابعة والثلاثين لعملية احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية في "طهران" مع استمرار التمسك بشعار "الموت لأمريكا"، رغم الاتصال التاريخي بين الرئيسين الإيراني والأمريكي. وأكد نحو 200 من نواب البرلمان ال290 في بيان مشاركتهم في التظاهرة السنوية التي تقام أمام مبنى السفارة السابقة، والهتاف (الموت لأمريكا).
وأكد الحرس الثوري السبت أن "شعار (الموت لأمريكا) هو رمز مقاومة وتصميم الأمة الإيرانية أمام هيمنة الولاياتالمتحدة، الأمة المستكبرة غير الجديرة بالثقة"، في الوقت الذي كان هذا الهتاف فيه موضع نقاش في الأسابيع الأخيرة".
وهكذا يدوي هتاف "مارغ بار أمريكا" في كل الاحتفالات الرسمية، ولاسيما في ذكرى عملية احتجاز الرهائن عام 1979.
وفي هذا اليوم قبل 34 عاماً اقتحمت مجموعة كبيرة من الطلاب الإسلاميين مبنى السفارة الأمريكية، واحتجزت 52 دبلوماسياً رهائن لمدة 444 يوماً احتجاجاً على إيداع شاه إيران السابق المستشفى في الولاياتالمتحدة والمطالبة بإعادته إلى إيران. وأدت هذه القضية إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وفي خطبة صلاة الجمعة دعا المحافظ آية الله أحمد خاتمي إلى الإبقاء على هتاف "الموت لأمريكا".
واستناداً إلى مجموعات محافظة فإن احتفال غد الاثنين لن يكون بنفس حجم السنوات السابقة بعد بوادر التقارب مع الغرب التي قام بها الرئيس المعتدل حسن روحاني منذ انتخابه في يونيو الماضي.
وفي سبتمبر الماضي، وعلى هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة تحادث الرئيس الإيراني هاتفياً مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في اتصال غير مسبوق على هذا المستوى بين البلدين منذ الثورة الإسلامية في 1979.
ولاقت هذه البادرة انتقاداً في إيران من بعض المسؤولين المحافظين، وكذلك من المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي الذي وصف بعض تحركات روحاني في نيويورك بأنها "غير مناسبة".
ودعت هيئات ومؤسسات مختلفة وخاصة القيادة العامة للقوات المسلحة وجهاز الباسيج (ميليشيات إسلامية) إلى المشاركة بكثافة في التظاهرة التي تقام كل عام أمام "وكر الجواسيس" كما يطلق على مبنى السفارة الأمريكية السابق الذي يقع في وسط طهران، والذي تم تسليمه إلى الحرس الثوري الذي يستخدمه مركزاً ثقافياً.
,يقول صادق زيبا كلام المحلل الجامعي القريب من المعتدلين: "في إطار سياسة الوفاق مع الغرب والولاياتالمتحدة التي تتبعها الحكومة يمكن توقع عدم تنظيم تظاهرة هذا العام تتزامن مع الرابع من نوفمبر.
وأضاف: "آمل ألا يشارك أي عضو في الحكومة في هذه التظاهرات"، مؤكداً "أعلم أنهم لن يفعلوا ذلك".
ويثير الموقف الذي يتعين اتباعه حيال الولاياتالمتحدة، التي تعتبر العدو الأول للجمهورية الإسلامية، استقطاباً وتجاذبات داخل المجتمع والسلطة في إيران.
والأسبوع الماضي نزعت ملصقات عملاقة مناهضة للأمريكيين تشككاً في صدق نوايا الولاياتالمتحدة في المفاوضات النووية مع إيران من فوق لوحات إعلانية في طهران.
وانتقدت الأوساط المحافظة هذا القرار حتى وإن لم يتم نزع جميع الملصقات، وأيضاً عودة ظهور ملصقات أخرى مماثلة في العديد من مدن الأقاليم، خاصة في "مشهد" (شمال شرق).
ويظهر في أحد هذه الملصقات مفاوضان، إيراني وأمريكي، يجلسان متقابلين حول طاولة مفاوضات. الأمريكي يرتدي سترة وربطة عنق، لكن الطاولة تخفي بنطاله وحذاءه العسكريين وبندقية، في إشارة إلى لهجته المزدوجة.
وقال آية الله علي خامنئي اليوم الأحد: "يجب ألا نثق في عدو يبتسم لنا. الأمريكيون يبتسمون لنا ويقولون إنهم يريدون التفاوض، لكنهم في الوقت نفسه يقولون إن كل الخيارات مطروحة".
وندد المرشد الأعلى بالسياسة "ذات الوجهين" لدول مجموعة 5 1 (الصين، الولاياتالمتحدة، روسيا، فرنسا، بريطانيا وألمانيا)، التي تسعى إلى وقف برنامج طهران النووي للاشتباه في أنه يتضمن شقاً عسكرياً، وطلب من مسؤولي الخارجية الإيرانية الحذر من "ابتسامة العدو الخادعة".