أكد منسوبو مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أن الذكرى السنوية لليوم الوطني في كل عام تمثل فرصة لمراجعة أبرز الإنجازات والمحطات التي مرت بها المملكة منذ تأسيسها وحتى اليوم، ورغم تعدد تلك الإنجازات وتنوعها، فإن فكرة الحوار الوطني تمثل أحد أهم الإنجازات التي يفخر بها الوطن والمواطن. وقالوا إن الفكرة تعكس رؤية خادم الحرمين الشريفين السبَّاقه في ضرورة إطلاق حوار وطني يشمل جميع فئات المجتمع، في ظل التطورات والمتغيرات التي شهدتها الساحة السياسية العربية والعالمية خلال العام الجاري.
وبينوا أن المملكة تحتفل بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، بذكرى توحيدها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، وسط حراك اجتماعي وثقافي ونهضة علمية غير مسبوقة، يساهم فيها المواطنون من أبناء المملكة لتحقيق رؤية ونهج خادم الحرمين الشريفين في تعميم ثقافة الحوار والتواصل مع الآخر.
وأضافوا أن من أبرز ثمار هذا المشروع تأسيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ومركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وقد انتهج مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني منذ انطلاق أعماله في شهر أغسطس من عام 2003م مبدأ ترسيخ ثقافة الحوار وتقبل رأي الطرف الآخر كأحد الأهداف الرئيسية والإستراتيجية له، بما يُكسب الاختلاف جانباً إيجابياً، من خلال التعرف على الرأي والرأي الآخر، ومن خلال تعزيز قنوات التواصل والحوار الفكري وتطويرها بين أفراد المجتمع، لتوثيق عرى الوحدة الوطنية.
وكان المركز نفذ طيلة مسيرته تسعة لقاءات وطنية رئيسية للحوار الفكري، ونظَّم العشرات من اللقاءات التحضيرية والفعاليات الحوارية الأخرى في أغلب مدن المملكة العربية السعودية، وناقش المركز خلال تلك اللقاءات، كمؤسسة وطنية مستقلة في المملكة العربية السعودية، العديد من القضايا المهمة والشائكة التي تهم المجتمع، وطرحها على طاولة الحوار ومراجعتها ونقد كوامن الخلل فيها بما يتواءم مع التطور الحضاري الذي يشهده العالم، ومع الحفاظ على الثوابت الدينية والهوية الثقافية للمجتمع.
وعقد ستة لقاءات في عدد من مناطق المملكة للحوار حول الخطاب الثقافي السعودي، وتدريب نحو مليون مواطن ومواطنة وتأهيل نحو ثلاثة آلاف مدرب ومدربة معتمدين في 42 محافظة ومنطقة من مناطق المملكة، كما تم تدشين أكاديمية الحوار للتدريب واستطلاعات الرأي العام، كأول أكاديمية في المنطقة متخصصة لتعميق ثقافة الحوار في المجتمع السعودي، وإصدار العديد من الدراسات والمطبوعات التي لها علاقة بثقافة الحوار.
وحظي مشروع الحوار الوطني برعاية القيادة الرشيدة لبلادنا الغالية، ولم يعد مجرد مشروع حضاري يستهدف إشاعة ثقافة الحوار، وإنما تجاوز ذلك ليكون منهجاً متطوراً قام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بتوظيفه بأسلوب علمي ومنهجي، للتوصل إلى رؤى وطنية تمثل رافداً أساسياً لمناقشة القضايا الوطنية بجميع أبعادها.
واستطاع المركز أن يُشرك أغلب فئات المجتمع في الحوار الوطني، وأغلب المؤسسات الوطنية والتعليمية الفاعلة، ومؤسسات المجتمع المدني، وكذلك الأسرة، لإيمانه بأهمية دورها في ترسيخ ثقافة الحوار، وأحد المقومات الرئيسية للمجتمع.
وشهدت اللقاءات الوطنية عدة تحولات خلال الأعوام الماضية كان لها الأثر الأكبر في أداء المركز، وانطلاق أعماله في آفاق أوسع، ولعل من يتأمل المشهد الحواري في المملكة سوف يدرك هذه النقلة الحوارية الفكرية التي أحدثها وجود مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، بكل زخمه وفعالياته التي تقدم لمختلف شرائح المجتمع منظومة من الآليات الحوارية المتعددة والمكثفة التي جابت مختلف مناطق المملكة.
ووصلت فعاليات المركز لمختلف المؤسسات والأكاديميات والمدارس والقطاعات الوطنية المتعددة، فلأول مرة في تاريخ الحوارات الفكرية يحدث أن يشارك المجتمع بمختلف أطيافه وشرائحه في حوار وطني شامل حول القضايا الوطنية، وقد عقد مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني منذ إنشائه وحتى الآن تسعة لقاءات وطنية، وهي (الوحدة الوطنية والعلاقات والمواثيق الدولية، والغلو والاعتدال، والمرأة.. حقوقها وواجباتها، وقضايا الشباب.. الواقع والتطلعات، ونحن والآخر، والتعليم وسبل التطوير.. مجالات العمل والتوظيف، والخدمات الصحية، والإعلام.. الواقع وسبل التطوير)، كل ذلك من أجل تحقيق أهداف سامية ونبيلة أنشئ المركز لتحقيقها.