شكا ذوو "المسؤول الأمني المتقاعد"، المنوم منذُ 10 أشهر في العناية المركزة بمستشفى الملك فيصل في محافظة الطائف، من تزايد معدل المعاملة السيئة التي يجدونها من الجهاز التمريضي المتواجد بالقسم. وأوضح ذوو المسؤول الأمني المنّوم أن التضييق يزداد على زيارة الأبناء، بالإضافة إلى تعمد التلفظ ببعض الألفاظ القاسية، خاصة بعد تقديم الشكوى ضد الإهمال الموجود في المستشفى.
وأوضح أبناء المسؤول الأمني المتقاعد أن معاناتهم ازدادت بعدما كشفت "سبق" عن الأضرار التي تلحق بوالدهم وسوء الخدمة العلاجية المقدمة له.
وقال ذوو المسؤول الأمني المتقاعد: "بعد التقرير الذي نشرته "سبق" عن حالة والدنا، تضافرت الجهود في المستشفى لتحسين مستوى الخدمة سواء من الناحية العلاجية أو الرعاية أو النظافة، ثم بعد مرور ساعات من مُغادرة اللجان الرسمية التي تابعت الحالة، تبدل الأمر وانقلب الحال وتكررت عبارة "انتم اشتكيتوا خلاص.. ماذا تريدون؟".
وقال الأبناء ل"سبق": "نشر القضية عبر الإعلام كان له تأثير عكسي حيث ازداد التضييق علينا في زيارة أبينا، ولا ندري كيف اكتفت اللجان المعنية بأن تزور المستشفى وتُتابع دهانات وطلاء الجدران، ومواد التعقيم وغير ذلك من الأمور وتعطي التقييم بأن الوضع على ما يرام، من دون أن تهتم بالاستماع إلينا لتعرف حقيقة المعاملة القاسية وأوجه الإهمال والاستفزازات التي تستوجب المحاسبة".
وأكد أبناء المسؤول الأمني المتقاعد أنهم يملكون الأدلة على كل الاتهامات، مشددين على أن التضييق يزداد والاستفزازات تتصاعد سواء من جانب الأطباء أو أفراد قسم التمريض بعدما نشرت "سبق" تفاصيل القضية.
ودعوا المسؤولين إلى الوقوف بحزم والتصدي لهذه المخالفات والتعامل معها نظاماً، مشيرين إلى أن إدارة المستشفى لم تحاول التواصل معهم أو الاستماع إلى شكواهم، وأكدوا أن محاولاتهم للتواصل معها باءت بالفشل.
وأبدى أبناء المسؤول الأمني المتقاعد والمنوّم بالمستشفى، عدم رغبتهم في بقاء أبيهم بهذا المستشفى، وقالوا: "نريد نقله إلى مُستشفى مُتخصص ومتقدم ليتولى رعايته والعناية به، كما نناشد وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة التدخل في هذه القضية".
وجدد الناطق الإعلامي لصحة الطائف سراج الحميدان تأكيده على أن مُدير الشؤون الصحية الدكتور معتوق العصيمي لن يرضى الإهمال والتقصير وأنه سيُتابع الأمر بنفسه.
وقال "الحميدان": "أتمنى من ذوي المسؤول المنوّم بالمستشفى التقدم بشكوى عاجلة إلى مدير الصحة تحديداً، وكشف ما وجدوه من قصور، ونعد بالتعامل مع كل هذه الاتهامات نظاماً".
وكلّف "العصيمي" لجنة بالوقوف على ما جاء في شكوى أسرة أحد المرضى المنومين في العناية المركزة بمستشفى الملك فيصل منذ أشهر طويلة، وذلك عقب ما نشرته "سبق" تحت عنوان "بكتيريا تخترق ظهر مسؤول متقاعد داخل "عناية الملك فيصل" بالطائف".
وقال "الحميدان": "اللجنة عاينت الموقع بعد نشر الخبر مباشرةً، واطمأنت على المريض"، مؤكداً أن اللجنة سترفع تقريرها إلى مدير الشؤون الصحية؛ لاتخاذ اللازم حيال أي ملاحظات تم رصدها.
وعلمت "سبق" أن لجاناً من الوزارة وبعض الجهات الرسمية، تواجدت في المستشفى اليوم لمتابعة الحالة، وأنها رصدت عدة ملاحظات تتعلق بقسم العناية المركزة بالمستشفى.
وأكمل المسؤول المُتقاعد، الذي كان يعمل في أحد القطاعات المهمة في محافظة الطائف، 10 أشهر منوماً بمستشفى الملك فيصل، بعدما دخله بسبب تجلطات صغيرة في الدماغ، وتعرُّضه لغيبوبة جعلته يُلازم السرير؛ مما أدى لحدوث جُرح صغير في ظهره.
وعانى المريض من إهمال الطاقم التمريضي بالمستشفى إلى درجة إصابته بالبكتيريا، مما تتسبب في تدهور حالته الصحية وتوقف مُعظم الأعضاء في جسمه. وردد الأطباء، في أسلوبٍ غير واعٍ ويفتقد لآداب المهنة، على أسرته عبارة: "الموت لوالدكم أريح".
ويبلغ المسؤول المتقاعد، الذي تحتفظ "سبق" باسمه، من العمر 55 عاماً، وكان قد نُوِّم في مستشفى الملك فيصل بالطائف في مبناه القديم، ثم نُقل إلى المبنى الجديد الحالي، وهو مُلازم لفراش العناية المركزة.